“تتعرض الآلاف من النساء في نيبال لمخاطر الإتجار بالبشر، وإجبارهن على البغاء والعمل في بيوت الدعارة بالهند، وتصاعدت الظاهرة في أعقاب الزلزال الذي وقع في أبريل الماضي”
وفي الطابق الأرضي من مبنى سكني، في شارع جانبي بالطريق الدائري من مدينة “كاتماندو” عاصمة نيبال، يوجد مكتب منظمة “شاكتي ساموحة”، التي تستهدف مساعدة ضحايا الإتجار بالبشر في الدولة الأسيوية.
ووفقا للتقرير الذي أعده موقع “دويتشلاند كولتور” الألماني فإن بعض نساء نيبال يعملن كخادمات في دول الخليج وماليزيا، ويتعرضن في كثير من الأحيان للاستغلال الجنسي.
وتشير إحصائيات الشرطة النيبالية والمنظمات غير الحكومية إلى أن عدد النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للتهريب سنويا يتراوح بين 7000-15000 من الفتيات والنساء.
وسردت امرأة نيبالية تدعى سونيتا دانوفار تجربتها، وكيف غرر بها بعدما ذهبت مع عائلتها في الهند، حينما خدعها اثنان من السائقين النيباليين، وأعطياها مخدرا في بعض الحلوى، وعندما استفاقت، وجدت نفسها مباعة لبيت دعارة.
ومضت تقول: “ . كنت في مومباي، و باعوني إلى بيت دعارة، وبكيت كثيرا، ثم جاءت امرأة سمينة، وضربتني. قبل أن يهددني رجل بقطع رأسي بسكين، لو لم أنفذ ما يرغبونه، ثم باعوني في مكان آخر لممارسة البغاء، واحتجزوني، واغتصبني 5 أو 6 رجال حتى فقدت الوعي”.
وفى الغالب يبحث تجار البشر عن ضحاياهم في المناطق الريفية الفقيرة في نيبال. ويستخدموا الحيل ويتظاهروا بأنهم جادين في تزويج الفتيات، أو يعدوهن بعمل جيد.
المنظمة المذكورة تمكنت من إنقاذ دانوفار بعد معاناتها طيلة شهور عديدة من ممارسة البغاء قسريا.
وعلى الرغم من أن الشرطة الهندية تجري غارت على أماكن البغاء، ولكن في كثير من الأحيان يتم بيع النساء مرة أخرى مقابل رشوة من أصحاب بيوت الدعارة”
واستطردت دانوفار: “عندما رجعنا إلى نيبال، كتبت وسائل الإعلام المحلية “غدا تصل العاهرات من مومباي” .. في المطار انتظرت العديد من الكاميرات ، وبكينا وأردنا إخفاء وجوهنا، ولكنهم نشروا صورنا والجميع يعرف من نحن، فعندما ذهبنا إلى المعبد سمعنا الناس يقولون “لا تلمسوا الفتيات القادمين من مومباي اللاتي أصبن بفيروس الإيدز”
وتساءلت المرأة: “هل نحن من نتحمل خطأ اختطافنا، حتى الأطباء يرتدون خمسة قفازات فوق بعضهم البعض ويتجنبون لمسنا. وأثبتت النتائج إصابة العديد منا بالإيدز وبكينا ولم نتحدث لعدة أيام مع أي شخص “.
وقد أسست المنظمة ملجأ للنساء قريب جدا من المكتب. لأنها تتيح لمعظم القاصرات هناك التدريب على أعمال يدوية حتى يكون بإمكانهن الوقوف على أقدامهن في وقت لاحق.
وقالت ضحية أخرى تدعى سابينه كادجه: “حاولي إقناعي هنا بضرورة نسيان ما حدث، واللجوء إلى التفكير الإيجابي، لا سيما وأنني لا أتحمل الخطأ”
وكان عم كادجه اختطفها وخدرها وباعها، وظلت مختفية لسنوات لا يعلم أحد من اختطفها، وإلى أين ذهبت.
ووصفت شعورها بعد العودة قائلة: “عندما رأيت عائلتي مرة أخرى ، كنت سعيدة وحزينة في نفس الوقت لأنه بعد كل هذه السنوات لم يتعرف علي أشقائي، الذين كانوا صغار جدا، عندما غادرت البلاد، وتوفي عمي قبل عودتي لحسن الحظ، لأنه كان يعتزم اختطاف شقيقتي أيضا”.
الموقع الألماني نوه إلى أن مشاركة أقارب فتيات ونساء في عملية الإتجار بالبشر تأتي بدافع إغراءات المال، حيث يتحصل المرء عن كل امرأة مختطفة مبلغا يتراوح 900 -1800 يورو، في بلد لا يتجاوز متوسط الأجر الشهري بها 50 يورو، بل يعيش النيباليون في الأرياف على مستوى أقل كثيرا.
وضرب زلزلان كبيران نبيال نهاية أبريل ومنتصف مايو ، أدى لمقتل ما يقرب من 9000 شخص ، وإصابة عشرات الآلاف بجروح، وتدمير مئات القرى الجبلية.
وتحذر منظمات حقوق المرأة قائلة :”يتابع المجرمون ضحايا الزلزال للزج بهن عبر عمليات نصب واحتيال جديدة.. يمكنهم أن يدعوا مثلا أنهم عمال إغاثة لجذب الشابات في وظيفة أو إلى منزل جديد”
الأسوأ هو أن بعض المناطق المدمرة تعتبر على وجه التحديد معاقل للإتجار بالبشر، التي تستهدف الهند بوجه خاص، لعدم الحاجة لتأشيرات.