نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» صورا لـ«تركي البنعلي» خطيبا لصلاة العيد في جامع النور بمدينة الرقة السورية، بعد أن كان قبل فترة وجيزة في مدينة سرت الليبية، إذ بثت إذاعة سرت المحلية التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في 3 فبراير/شباط الماضي، خطبا ودروسا له.
وقال شهود عيان من المدينة، إن «البنعلي» دعا في دروسه الليبيين إلى «ضرورة الانقياد لأوامر الشرع بمبايعة خليفة المسلمين»، محذرا في دروسه الناس من «الموت ميتة الجاهلية» إذا لم ينضووا تحت راية «الخلافة».
وكانت السلطات البحرينية أسقطت الجنسية البحرينية عن «البنعلي» في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي 24 أبريل/نيسان الماضي، أكدت عدة حسابات على «تويتر» اعتقال شقيق «البنعلي أثناء محاولته الهرب من البحرين بجواز صديقه عبر المطار».
من جانبه، أكد «مبارك البنعلي» عبر حساب نسب إليه عبر «تويتر» آنذاك اعتقال ابنه «عبدالله»، مضيفا أن ابنه كان مراقبا على مدى 24 ساعة.
وأوضح أن ابنه كان ممنوعا من السفر منذ سنة ونصف السنة تقريبا، مضيفا أن «الناس تقول: إذا لم يفعل شيئا لماذا يهرب؟»، ويجيب «كانوا يهددونه إذا تم التوقيع على قانون الإرهاب فسيحبسونه 6 أشهر من دون محاكمة».
وقد ظهر البحريني «تركي البنعلي» أحد كبار شرعيي تنظيم «الدولة الإسلامية»، للمرة الأولى منذ عدة شهور، حيث بث المكتب الإعلامي في «ولاية الرقة»، التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية»، صورة له أثناء إلقائه خطبة العيد في جامع «النور»، بمدينة الرقة السورية.
ولم يوجد في الجامع سوى بضع عشرات من المصلين، بينهم أشخاص يحملون أسلحة رشاشة، حيث قال مراقبون إن التنظيم مستنفر من الناحية الأمنية في الآونة الأخيرة، لوصول تسريبات له حول نية قوات النظام السوري قصف مواقع في المدينة، أو تنفيذ اغتيالات عبر عبوات ناسفة.
ويعد «تركي البنعلي» من أكثر شخصيات تنظيم «الدولة الإسلامية» إثارة للجدل رغم أن سنه لم تتجاوز الـ31 عاما، ويملك عدة ألقاب بينها «أبو سفيان السلمي»، و«أبو همام الأثري»، و«أبو حذيفة البحريني».
واتهم ناشطون «جهاديون» في مواقع التواصل، «البنعلي» بأنه تقمص اسما وهميا «أم سمية المهاجرة»، وكتب المقال المثير للجدل «لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن»، في مجلة «دابق»، الذي اتهم فيه زوجات عناصر «جبهة النصرة»، وغيرها من الفصائل بـ«الزنا».
يشار إلى أن «تركي البنعلي»، كان من تلاميذ «أبو محمد المقدسي»، والمغربي «عمر الحدوشي»، وغيرهم، إلا أنه هاجمهم بعد انضمامه لتنظيم «الدولة» في فبراير/شباط من العام الماضي.
وكانت السلطات البحرينية، جردت «تركي البنعلي» من جنسيته، برفقة اثنين من أشقائه، في فبراير/شباط من العام الجاري.
وقال أنصار تنظيم «الدولة» في «تويتر»، إن «البنلعي» تسلم منصب مسؤول «الحسبة»، في «الدولة الإسلامية»، إلا أنه اختفى عن المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي نهاية العام الماضي، وظهر للمرة الأولى في مارس/آذار من العام الجاري، في صورة التقطت له وهو يداعب مولوده الجديد.
ويتوقع مراقبون أن يعيد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «تركي البنعلي» للواجهة مجددا، لا سيما أنه يقف في وجه ما يسمى بالتيار «الحازمي» داخل التنظيم، وهم الذين لا يعذرون المسلمين بالجهل، ويصل بعضهم إلى تكفير «أبو بكر البغدادي» الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين.
يذكر أن «تركي البنعلي أعلن انضمامه لـ«الدولة الإسلامية» يوم 28 فبراير/شباط 2014، وقد احتفت حسابات المتشددين على الشبكات الاجتماعية بوصوله إلى سوريا عن طريق العراق، وكتب على حسابه في ذلك التاريخ على موقع «تويتر» تصريحا جاء فيه أنه «نفر للجهاد في الشام»، بحسب قوله.
ثم ظهر في يوليو/تموز 2014 في شريط فيديو داخل أحد المساجد بمحافظة الرقة السورية، التي يسيطر عليها التنظيم، وهو يلقن المصلين نص البيعة لـ«لبغدادي» الذي كان قد أعلن تنصيب نفسه «أميرا للمؤمنين».