في مثل هذا اليوم، 19 يوليو 201، رحل اللواء عمر سليمان، أول وآخر نائب رئيس جمهورية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي حظي بثقة الأخير ووصل به الأمر إلى أن استعان به في أصعب لحظاته الحالكة أثناء ثورة 25 يناير 2011
. رحيل اللواء عمر سليمان، المفاجئ، أثار حالة من الجدل بين قطبي النزاع في ثورة 25 يناير، ففي الوقت الذي اتهم فيه المحسوبين على نظام مبارك أنصار جماعة الإخوان المسلمين والثوار بقتله، خرج بعض مؤيدي الطرف الآخر ليقول إنه كان في سوريا أثناء انفجار استهدف مبنى الأمن القومي السوري نتج عنه مقتل وزير الدفاع ونائبه ورئيس مكتب الأمن القومي.
إلا أن رانيا عمر سليمان، نجلة رئيس المخابرات الأسبق، أنهت هذا الجدل بعد أن روت تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة والدها أثناء رحلة علاجه في مستشفي كليفلاند بالولايات المتحدة لمروره بضائقة نفسية أثرت على حالته الصحية. وقال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، رئيس تحرير صحيفة “الأسبوع”، إنه التقى “رانيا” في منزل المهندس فرج أباظة، زوج شقيقتها داليا، وأكدت له أن الحالة الصحية لوالدها تدهورت بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، وأُدخل على إثرها مستشفي زايد العسكري في أبوظبي، وبعد ذلك أصر على السفر إلى مستشفي كليفلاند، وهناك اكتشفوا إصابته بمرض “أميلويدوزيس”، الذي يقلل المناعة في الجسم ويهاجمه ولا يظهر تأثيره القاتل علي الإنسان إلا بعد سنوات من الإصابة به.
وفي يوم 18 يوليو 2012 تحكي داليا قائلة: “لقد ذهبنا إلى غرفة والدي، أنا ورانيا وراجي ابن أخ عمر سليمان وبقينا معه حتى الثانية عشرة مساءً، وكانت صحته جيده، وفي الثانية صباحا كان أيمن القفاص يدق غرف الفندق الذي نقيم به ليبلغنا بتدهور حاد في صحته، وفي هذا الوقت كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد فشل محاولات علاجه”.
وقال “بكري” إن دولة الإمارات هي التي تحملت مسئولية نقل الجثمان للقاهرة بالتنسيق مع المخابرات المصرية، مشيرًا إلى أن ذكراه بقيت خالدة كواحد من أبرز رجال الوطنية المصرية الذين قدموا الكثير لهذا الوطن.