ما إن تم الإعلان عن زيارة قيادة حركة حماس إلى السعودية ولقائها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة حتى ظهرت ردود فعل غاضبة من مقربين من النظام المصري والذي يمثل المواقف الإماراتية التي لا تستطيع الدولة التحدث عنها مباشرة إلا من خلال نظام السيسي وإعلامه، إلى جانب رد فعل أكثر “غيظا” من جانب الحرس الثوري الإيراني على حد وصف مراقبين.
إعلاميو السيسي
كشف الصحفي المصري عبد الرحيم علي وهو مقرب جدا من نظام السيسي وجهات في دولة الإمارات ويحاضر فيها وينشر في صحيفة الاتحاد مقالات له بين حين وآخر أن “النظامين المصري والإماراتي شرعا في تشكيل تحالف لمواجهة تقارب النظام السعودي مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية” على حد قوله.
ونشر علي في صفحات موقع صحيفة “البوابة نيوز” الإلكتروني، تقريرا مطولا عن هذا التحالف، تحت عنوان “أخطر تقرير صحفي عن الخلاف بين مصر والسعودية”. وقال علي الذي يشغل منصب رئيس تحرير الصحيفة في تقريره: “إن القاهرة ومعها أبوظبي أبديتا للسعودية رفضهما لتقارب الرياض مع حماس، وبالطبع الإخوان عامة، سواء في مصر أو غيرها”.
وبين أن “مصر من جانبها أبلغت كل الوسطاء أنها لا يمكن أن تكون طرفا في أي مشروع يكون الإخوان المسلمون طرفا فيه”، مشيرا إلى أنه “حتى هذه اللحظة تبدو مصر رافضة لأي تقارب مع حماس، بل إنها أبلغت الوسطاء بأن فتح هذا الأمر أو الاقتراب منه غير مقبول على الإطلاق”.
وبحسب ما نقل علي عن مصادر قال إنها رفيعة المستوى، فإن “القاهرة وضعت شروطا مسبقة ومسودة طلبات، على حماس أن تنفذ كل بنودها أولا، وفى مقدمتها تسليم من تورطوا في عمليات قتل جنودنا، ثم تنظر القاهرة بعد ذلك في أمر الوساطات”.
وطبقا لتقرير الصحيفة، رأت القاهرة في التقارب بين السعودية وحماس “مدخلا للضغط عليها من أجل تخفيف الحصار على قطاع غزة، فالمملكة تحاول جذب الحركة في صفها بسوريا، واتخاذها وسيلة اتصال بإخوان اليمن، وفي المقابل تستغل حماس المملكة في الضغط على النظام المصري لتخفيف الحصار، ووقف الحملة الإعلامية ضدها”، على حد زعمه.
وزعم علي أن “القيادة في السعودية باتت أقرب إلى استغلال الإخوان المسلمين في المواجهة مع إيران، وتراجعت عن خط المواجهة الأمامي مع الجماعة الذي تبدّى في أقصى صوَرِه بإدراجها على لائحة الإرهاب”. وأوضح علي أنه “مع التوجه الجديد بدت السعودية أكثر انفتاحا على الإخوان المسلمين، فاضطرت مصر لتوصيل رسائل إلى القيادة في المملكة، بأن التحالف مع الجماعة خطر على الأمن القومي العربي، وعلى أمن مصر خاصة”.
وأكد علي أن مصر “تتحرك في هذا الملف بالتوافق مع دولة الإمارات، التي تتمسك هي الأخرى بعدم دعم أي دور للإخوان في الدول العربية، والتضييق عليهم، وعدم مشاركتهم في الحكم بأيٍّ من البلاد العربية”، على حد وصفه.
” لقاء سلمان – مشعل تحدي للجيش المصري”
ومن جهته اعتبر الناشط السياسي القبطي مايكل منير لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برئيسس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية “خالد مشعل” بمثابة تحدي للجيش المصري، على حد زعمه.
وقال على “تويتر”: “لقاء العاهل السعودي لخالد مشعل في السعودية هو تحد صارخ للثورة المصرية ولجيش مصر الذي تحتضن الإرهابية حماس قتلته” على حد تعبيره.
وأضاف، “بعد فشل الدبلوماسية السعودية في إيقاف الاتفاق النووي يريد ملك السعودية ورقة ضغط على امريكا بالتحكم في مصير إسرائيل عن طريق شراء حماس”، على حد زعمه.
وأدعى مايكل “لا يريد ملك السعودية دخول الاخوان في تحالف سني بقدر مايريد أن يكون صاحب الكلمة في سلامة إسرائيل ليضغط على أمريكا ولكن هذة غلطة قد تدخلة حرب”.
وتابع، “سوف يخسر ملك السعودية دعم اسرائيل ضد إيران. فتقارب السعودية مع حماس وتحملها نفقاتها بدلا من إيران سيحمل السعودية حماقات حماس مع اسرائيل، .. الآن سوف تعيد اسرائيل حساباتها مع السعودية”، على حد قوله.
إيران .. ماذا تفعل حماس بالسعودية؟
توقفت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني عند زيارة خالد مشعل؛ للسعودية لأول مرة منذ عدة سنوات، ولقائه ملك السعودية بجانب قيادات عليا الدولة.
وزعمت الوكالة أن مشعل قدم طلبا بمساعدة مالية تقدر بعشرين مليون دولار شهريا لتأمين شؤون سكان غزة وحكومة حماس في القطاع.
وأضافت زاعمة، بأن محمد بن سلمان طلب من خالد مشعل المشاركة بـ 700 عسكري من غزة بعملية عاصفة الحزم، مشيرة إلى تدرب هؤلاء المقاتلين الغزاويين على حرب الجبال والمدن، وقدرتهم على مواجهة الحوثيين في المدن والجبال الوعرة في اليمن.
وتابعت “فارس” بأن مشعل وافق فقط، على تدريب قوات متخصصة في حرب الشوارع والمدن والجبال بالتعاون مع السعودية.
و من جهته تطرق موقع “فردا” الإيراني الشهير لزيارة مشعل للسعودية من خلال عنوان عريض على موقعه الرسمي هو: “ماذا يفعل خالد مشعل في السعودية؟”، دون أية تفاصيل، في إشارة واضحة إلى حجم الانزعاج من الزيارة.
مراقبون حاولوا تفهم حجم الغضب الإيراني من الزيارة كونه سوف ينسف إدعاءات إيران في دعم المقاومة، ولكنهم أبدوا استغرابهم من موقف نظام السيسي وموقف الإمارات الرافض لعلاقات حماس والسعودية. وتهكم بعض المراقبين على خسارة السعودية لإسرائيل لأن الرياض سوف تتقارب مع حماس، دون أن يروا أن موقف الإمارات ونظام السيسي من الاتفاق النووي الإيراني جاء مرحبا وبحماسة ملحوظة ما قد يغضب إسرائيل أيضا من القاهرة وأبوظبي إلا إذا كان ترحيب مصر والإمارات إعلاميا فقط، أو أن إسرائيل تتقاطع مع مواقف هذه الدول من تقارب حماس والسعودية، كما يشير مراقبون.