اكتسح هاشتاق “نفتقدك” مواقع التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات ودول الخليج لمعتقلي الرأي في سجون الإمارات وعموم سجون السلطات الخليجية بمناسبة عيد الفطر المبارك. “نفتقدك” يلهب مشاعر عشرات ألوف العائلات المكلومة التي تفتقد بهذه المناسبة الدينية العظيمة ذويها: أبناءها وأزواجها وإخوانها وأشقاءها الذين غيبهم ظلمات وظلم السجون في محاكمات سياسية أثبتت كل منظمات حقوق الإنسان الدولية وتقارير الأمم المتحدة وبرلمانات دول أوربية أنها محاكمات خلت من أدنى ضمانات المحاكمات العادلة فضلا عن تعرض المعتقلين للتعذيب. وغرد حمد الشامسي قائلا،” السنة الثالثة، رمضان الرابع، العيد السابع، وما زال أحرار الإمارات في السجون من أجل دعوتهم.. نفتقدكم”. وقال الحقوقي أحمد منصور في تغريدة، “إلى أبناء و بنات كل معتقل..إلى زوجاتهم.. إلى عائلاتهم: ارفعوا جميعا رؤسكم، فلديكم معتقل في هذا الزمن الذي أصبح الاعتقال فيه فخراً”.
وغرد مواطنون إماراتيون وخيليجون بمشاعر من الغضب والألم على استمرار معاناة عشرات معتقلي الرأي في سجون الدولة وآلاف من نظرائهم في سجون خليجية. واستحضر المغردون أهات وعذابات الأسر والأطفال الذين يمر عليهم هذه العيد مثل بضعة أعياد سابقة، بدون يد أب تحنو عليهم أو يد زوج تخفف الآلام أو يد شقيق رحيمة أو طاعة ابن بار، وفق ما ورد في المضامين العامة للتغريدات المتفاعلة مع الهاشتاغ، أو رسائل أبناء وبنات المعتقلين. وغرد علي الظفيري مقدم برامج في قناة الجزيرة، “يا من غيبك السجن بلا جريمة، سوى جريمة التعبير وحق الاختلاف.. نعم نفتقدك”. واستذكر المغردون القضايا العادلة والمطالب الحقوقية التي أدت لاعتقال معتقلي الرأي مشيدين بثبات وعزيمة المعتقلين وصبرهم وصبر ذويهم أمام سجان يصر على المضي حتى النهاية في معاقبة مثقف أو أكاديمي أو داعية طالب بحقوق شعبه والعدالة الاجتماعية، وفق ما أفادت تغريدات أخرى. وغرد حساب عمر بن عبد العزيز،” الدولة رفضت التعامل مع الإصلاحيين السلميين وقمعتهم.. أيها الثائر في وجه الباطل نفقتدك”.
وأشار المغردون إلى الشيخ سلطان بن كايد القاسمي وأسامة النجار ومحمد الركن ومحمد المنصوري وعلي الحمادي وغيرهم عشرات من زملائهم المعتقلين. وأشاد مغردون بصلابة الشيخ سلطان وزهده بمتاع الدنيا مقابل إصراره على مطالب الشعب الإماراتي التي ورد بعضها في عريضة الثالث من مارس التي طالبت بتطوير صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي، وفق ما ورد في بعض آخر من التغريدات. فقد قال الناشط حمد الشامسي عن الشيخ سلطان، “هذا عزيز قومه ما بدل ولا خان.. عرضت عليه المناصب مقابل التخلي عن دعوة الإصلاح فأبى”. أما حساب عبد العزيز العودة فقد غرد، ” أيها القابعون في السجن ظلماً سلام الله عليكم ..لاتيأسوا واعلموا أن عمر المستبد ساعة وعمر الأحرار إلى قيام الساعة”.
و استنكر مغردون تكرار صدور عفو عن سجناء طوال السنوات السابقة وفي كل مناسبة دينية ووطنية تشمل سجناء جنائيين ومدنيين وتدخل السرور على قلوب ذويهم وتسدد عثراتهم المالية وتنفق عليهم تذاكر سفر هنا وهناك، مع إصرار على استثناء معتقلي الرأي من أي مسحة إنسانية ولو بتحسين أوضاعهم في السجون ووقف التعرض لهم ومنع السجانيين الأسيويين من إساءة معاملتهم ولو في المناسبات الدينية والوطنية على الأقل، بعد أن يأس الناشطون من توقع أي جدية في إغلاق هذا الملف النازف وطنيا وشعبيا، كما جاء في تغريدات آخرين.
يشار أن عام 2012 شهدت الدولة محنة حقوقية وإنسانية لا تزال فصولها مستمرة وذلك باعتقال عشرات المثقفين الإماراتيين وتقديمهم للمحاكمة بتهمة تشكيل تنظيم سري عجزت النيابة العامة ونيابة أمن الدولة وأجهزة الدولة الأخرى إثبات هذا الاتهام السياسي. وفي (2|7) من عام 2013 صدرت أحكام بالسجن ضدهم تراوحت بين 10-15 عاما وسط تنديد مستمر من جانب منظمات حقوق الإنسان، مع خيبة أمل تصيب ذوي المعتقلين مع كل عفو لا يشمل خاصتهم، كمناسبة عيد الفطر.