مدن عربية اشتهرت بجمال أجوائها في المناسبات والأعياد. كانت تحتضن الفعاليات التي يحج إليها الناس من كل حدب وصوب. والآن هي مدن متشحة بالسواد، ممنوع فيها كل شيء تقريبا!
وصل عدد زوار تدمر من السياح في عيد الأضحى 2010 إلى 10 آلاف زائر للاستمتاع بأجواء العيد.
مدينة تدمر اشتهرت سنويا بفعاليات “مهرجان تدمر للثقافة والفنون” على المسرح الروماني المشهور. كان المهرجان حاضنا لفرق عربية وعالمية بين أعمدة وقطع أثرية شهدت على عصور مضت.
أرض هذه المدينة شهدت آخر سباق في “منافسات مزايين الهجن” الذي أقيم في 2010. وسط فعاليات تراثية سورية وعربية وعالمية.
أما اليوم فالمشهد مختلف، فتنظيم داعش يدمر تماثيل وقطعا أثرية في حديقة متحف تدمر، ومسرحها الروماني تحول من منصة عرض لأرقى الفنون المسرحية إلى ساحة إعدام وتعذيب بيد عناصر داعش.
الموصل
ممنوع الفرح في الموصل، هكذا أراد تنظيم داعش لهذه المدينة أن تكون، بعد أن اشتهرت منذ القدم بكونها أحد أهم مراكز الموسيقى.
كانت الموصل في المناسبات الدينية والأعياد تعج بالزائرين وتسمع في شوارعها الموشحات والموسيقى الدينية. ولم يكن سكانها يعلمون أن هذه المشاهد ستتحول إلى ذكريات مضت.
من هذه المدينة جاء إسحاق الموصلي وزرياب. ويعتقد أن أولى الموشحات العربية خرجت من أفواه أهل الموصل، وعرفت المدينة بالمقرئين ذوي الأصوات العذبة والنادرة.
وإلى جانب منعه مظاهر الغناء والموسيقى، أقدم التنظيم على تدمير مساجد ومراقد دينية في الموصل، وحطم آثارا آشورية وأخرى تاريخية في متحف المدينة.
حلب
أحدهم يصرخ “حلب عطشى”.. إنه مواطن من حلب يشكو من نقص الماء، بعد أن كانت حلب مدينة تفوح منها رائحة أشهى الأطباق.
فالعيد يهل على هذه المدينة المقسومة لنصفين، الأول يسيطر عليه جيش النظام السوري والآخر مسلحون معارضون.
حلب اليوم محاصرة وممنوع فيها العيد، بعد أن كانت قلاعها ومتاحفها وأديرتها وكنائسها ومساجدها وأسواقها الشرقية الشهيرة، مكانا يقصده الزائرون المحتفلون.
مدينة حلب المائية كانت تعج بالعائلات والأطفال، باتت مهجورة، أما المقاهي والمطاعم فلم يعد يفوح منها رائحة الطعام الحلبي المتنوع.
تلاشى كرنفال “القطن السنوي” ومهرجان “الأغنية السورية” ومهرجان “السياحة والتسوق” ومعارض الصناعات الحلبية.
البيوت الحلبية الأثرية التي تحولت إلى فنادق ومطاعم بمستوى عالمي يزورها السياح الأجانب والباحثون عن التميز في هذه المدينة العريقة من مختلف دول العالم، أصبحت خاوية على عروشها.
صنعاء القديمة
حكاية يوم في صنعاء القديمة عبر هذا الفيديو يلخص حال تلك المدينة وأجوائها الدافئة في الأعياد والمناسبات الدينية.
أما اليوم فصنعاء تعيش حالة من الرهبة خلقتها أصوات الانفجارات والطائرات التي تحوم في سمائها.
سوسة
تعرف باسم “جوهرة الساحل” هي مدينة الحياة، يقصدها السياح من كل مكان. يطل على أهلها العيد وهم في صدمة كبيرة من هول مشهد القتل الذي استهدف فندقا في المدينة وقتل فيه العشرات بعد أن اقدم مسلح على إطلاق النار على مدنيين هناك وتبنى تنظيم داعش العملية.
مخيم اليرموك
لاجئون فلسطينيون عاشوا عشرات السنوات في هذا المخيم وسط دمشق العاصمة، صنعوا فيه حياتهم وعاداتهم الرمضانية وأجواء العيد.
انقض عليهم عناصر جبهة النصرة وداعش، وأصبحت حواري المخيم ساحات قتال مع الجيش السوري. آلاف هربوا من ويلات القصف والحصار وآخرون ينتظرون في حصار يمنع عنهم العيد بكل تفاصيله.