نشرت مجلة ” فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا عن الاتفاق النووي الايرانية والعلاقة مع السعودية مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تأمل فيه ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن التوصل للإتفاق النووي مع إيران سيمهد الطريق أمام شرق أوسط أكثر إستقرارا، نرى بوادر اشتعال الحرب الباردة بين الرياض وطهران.
وتحت عنوان “الحرب الباردة تشتعل بين السعودية وإيران”، كتبت المجلة الأمريكية حول العواقب المترتبة على توصل الغرب لإتفاق نووي مع إيران، على العلاقات السعودية-الإيرانية المتوترة.
وقالت المجلة “قبل توقيع الإتفاق بين مجموعة (5+1) وإيران في فيينا، أعرب وزير الخارجية الامريكي جون كيرى عن أمله في أن يمهد الإتفاق الطريق أمام تفاهمات دبلوماسية في المنطقة.
وأعتبر كيري أن الإتفاق النووي هو فرصة لـ”فتح بعض الأبواب” المنغلقة في ملف التعاون الاقليمى بالنسبة لمستقبل المنطقة.
ورات المجلة ان وزير الخارجية الأمريكي، بدلا من أن يخرج خالي الوفاض في عملية السلام في الشرق الأوسط، فاز بانجاز مهمة توقيع الإتفاق النووي مع إيان لكبح جماح طموحها النووي خلال فترة ولايته، بيد أنه تسبب في إبرام اتفاق سيشعل الحرب الباردة بين السعودية وإيران.
واعتبر الموقع أن الإعلان عن التوصل لإتفاق بين الغرب وإيران، وسط تزايد الصدام بينهما في كافة أنحاء الشرق الأوسط، سيؤدي إلى خروج المنافسة بين الرياض وطهران خارج السيطرة.
وأشارت إلى أن الرياض لن تقبل بالإذعان للاتفاق النووي، وسيبقي عمق العداء تجاه طهران دون تغير، حيث ترى السعودية التقارب بين الولايات المتحدة وإيران، لن يؤدى سوى إلى تكثيف الحرب بالوكالة بالمنطقة.
وبحسب التقرير، فأن أول مبادرات أوباما للتوصل لتفاهم مع إيران كانت في 2009، وتبلورت لتبدأ المفاوضات عبر القنوات الخلفية في عام 2012، وذلك وسط تكثيف إيران هي وحزب الله دعمهما للرئيس السوري بشار الأسد، مرورا بتدفق المليشيات الشيعية على العراق لمحاربة تنظيم “داعش”.
ونوهت المجلة الأمريكية إلى أن فرص السعودية أقوى في حربها الباردة مع إيران، مشيرة إلى أن الرياض تمتلك تأثير دبلوماسي دولي أقوى من إيران.
وأشارت إلى أن السعودية تعمل على مواجهة إيران في اصغر المسائل، بدءا من منع السجاد الإيراني في مكة المكرمة إلى تتبع الحركة عدد من الشيعة في دول مثل مصر، إلى عزل رئيس جامعة شيعي في اسلام اباد.
ولفتت المجلة إلى أن وثائق ويكيليكس الأخيرة أظهرت كم العداء بين السعودية وإيران، حيث كشفت وثائق مسربة عن مطالبة الرياض لواشنطن بقطع “رأس الأفعي” في إشارة إلى إيران.
وبحسب التقرير فأنه على الرغم من المخاوف السعودية بشأن التهديد الجهادي في المنطقة، يمكن للمملكة أن تستمر في تجاهل توسع نطاق نفوذ “داعش” طالما أن هذا التهديد يكمن في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأسد وحليفه حزب الله.
وتشير المجلة إلى أن الدول الخليجية جهزت قواتها بأحدث المعدات العسكرية الأمريكية وأحدث أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات من دون طيار والأباتشي وأنظمة الدفاع الجوي الباتريوت ومخزون كبير من الصواريخ والقنابل.
في الوقت نفسه فإن إيران ما تزال تعتمد على أسلحة عفا عليها الزمن، مع غياب الشريك الموثوق في الخارج الذي يمكن شراء السلاح منه، الأمر الذي اضطرها إلى الاعتماد على قاعدة صناعية خاصة بها، فشلت حتى الآن في تقديم أي تطورات جوهرية على برامج الأسلحة العسكرية.
وترى فورين بوليسي في تقريرها، أنه من غير المحتمل أن يتغير شيء عقب توقيع الاتفاق النووي فيما يتعلق بالتسليح الإيراني، فإيران وطيلة عقود كان مقدار إنفاقها على التسليح لا يتجاوز 3% من الناتج الإجمالي المحلي، وهو أمر لا يتعلق بالعقوبات المفروضة عليها، بل على العكس؛ فإن الإنفاق الإيراني على التسليح ارتفع خلال فترة العقوبات ولم ينقص.
واختتمت المجلة بالقول، على المدى القصير، سيدفع الإتفاق النووي كل من إيران والمملكة العربية السعودية لزيادة حربهم الباردة، ومن المؤكد أن السعودية لن تكتفي في مواجهتها مع إيران على حظر السجاد الفارسي أو إقالة أكثر رؤساء الجامعات.