كان صدى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست مدوياً في لبنان، حيث انقسم اللبنانيون بين مؤيد له ومحذر منه.
وإضافة إلى مواقف السياسيين، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت حجم التباين بين اللبنانيين، فمنهم من اعتبر أن الاتفاق تخاذل عربي واحتيال أمريكي أمام الامتداد الايراني، وآخرون اعتبروه مؤشر سلام في الشرق الأوسط، فضلاً عمن يأمل منه بداية حلحلة سياسية في لبنان، فيما بقي التساؤل الأكبر عن انعكاس الاتفاق على “حزب الله”.
سياسياً، أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن “ينعكس هذا التطور في شكل إيجابي على الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار”، فيما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “ما بعد الاتفاق النووي ليس كما قبله”.
النائب ميشال عون رأى أن “الاتفاق النووي خطوة واعدة نحو السلام في الشرق الأوسط”. وتمنى النائب سليمان فرنجية ان “يكون للاتفاق الاميركي الايراني وما يحيط به من جوّ دولي داعم، انعكاسات ايجابية على لبنان والمنطقة امنياً واقتصادياً”.
ولاحظ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ان “نتيجة الاتفاق النووي أتت إيجابية كما توقعناها منذ البداية، على أمل ان تكون نتائجها الإيجابية في الحرب على الإرهاب سريعة وملموسة”.
في المقابل، اعتبر رئيس حزب “القوات” اللبنانية” سمير جعجع أن “الاتفاق النووي هو اتفاق نووي فقط لا غير، أقله على المدى المنظور والمتوسط، البعض يأمل المن والسلوى منه، وأنا لا اشاطرهم الرأي بكل صراحة، لا بل يمكن في مكان ما ان يصب الاتفاق النووي الزيت على النار في بعض أزمات الشرق الاوسط، لذلك لا تجوز المراهنة على هذا الاتفاق، فهو في أقصى الحالات يمكن ان يجمد لا ان يحد كليا الموضوع النووي في ايران”.
أما النائب وليد جنبلاط فقال: “”طريق الاتفاق عُبدت بمئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سوريا والعراق”، معتبراً ان “الاتفاق ينهي العالم العربي الذي عرفناه سابقاً في سوريا والعراق”.
وفي ضوء ذلك، لا يرى سفير لبنان السابق في اميركا عبد الله أبو حبيب، “أي تأثير للاتفاق النووي على لبنان وباقي الدول العربية في المدى القريب، خصوصا في ظل معارضة السعودية وبعض دول الخليج واسرائيل عليه، فضلاً عن أن أزمة لبنان اقليمية ولا ترتبط باتفاق بين أميركا وايران”، وتوقف عند امكانية تأثير الاتفاق على “حزب الله”، فقال: “الاتفاق النووي سيؤثر على الحزب من ناحيتين، الأولى ايجابية ترتبط بامكانية ارتفاع حجم المساعدة الايرانية لحزب الله، الثانية سلبية لأن الولايات المتحدة وعندما تبدأ الحوار مع ايران على قضايا الاقليمية، ستضغط من أجل وقف مساعدة حزب الله أو ازالة سلاحه او شرعنته، لكن هذا الأمر يرتبط بموعد بدء العلاقات او الحوار بين اميركا وايران حول القضايا في الشرق الاوسط”. حسبما نقلت عنه شبكة “أرم” الاخبارية..
“تيار المستقبل” يرحب بأي خطوة ممكن أن تؤدي إلى بسط السلام للشعوب في المنطقة، لكن عضو المكتب السياسي للتيار والنائب السابق مصطفى علوش يؤكد أنه “لا يمكن الحديث عن أمان لبنان وهدوئه قبل معرفة تفاصيل الاتفاق”، مؤكداً أن “امان لبنان ليس مرتبطاً بالملف النووي فحسب بل بالأزمة السورية وإلى الآن ليس هناك من آفاق في الاتفاق يتعلق بهذا الخصوص”.
ويعتبر أن “الاتفاق النووي سيحرج ايران في المنطقة أكثر من اعطائها خيارات اضافية وسيخفف من وهج ايران لأن مقولة “الشيطان الأكبر” لم تعد موجودة”.
أما في شأن “حزب الله” فيستبعد علوش أن يؤدي الاتفاق إلى اضافة المزيد من القوة للحزب.