نشر موقع إلكتروني مصري إماراتي خبرا يفيد بحصوله على وثيقة تزعم علاقة الوزير الأسبق الفقيه الدستوري «أحمد كمال أبو المجد»، بالمخابرات القطرية، خلال الفترة التي حكم فيها الرئيس «محمد مرسي» مصر، قبل الانقلاب عليه في 3 يوليو/تموز 2013.
موقع «البوابة نيوز» الذي يرأس تحريره الصحفي «عبدالرحيم علي» الذي يتلقي دعما سخيا وبشكل علني من الإمارات، نشر أمس الثلاثاء، ما قال إنه خطابا موقّعا باسم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اللواء «حمد بن على العطية»، إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، يكشف دور «أبوالمجد» الخفى، في إتمام صفقات اقتصادية، بين جماعة الإخوان المسلمين، والمخابرات القطرية في عهد «مرسي».
وقال الموقع، في تقرير إخباري، نشره أمس، إن الخطاب يكشف تفاصيل لقاء جرى في القاهرة، بين «أبو المجد»، ورئيس الاستخبارات القطرية «حمد بن جاسم»، خلال حكم «مرسي»، مدعيا أن اللقاء كان بهدف «إنشاء شركات مساهمة كبرى لتسهيل الاستيلاء على محور قناة السويس، بالاتفاق مع الإخوان من خلال شركات مجهولة، تدخل السوق المصرية».
ونشر الموقع ما زعم أنه فقرة من نص الخطاب قالت: «إلحاقا بتقريرنا لمعاليكم المؤرخ في 17 يناير/كانون الثاني 2013 بشأن النتائج الناجمة عن زيارة السيد رئيس الاستخبارات الأخيرة للقاهرة، ومقابلة الدكتور كمال أبوالمجد، لإنشاء شركات مساهمة كبرى تتعلق بمحور قناة السويس، وكذلك بعض المشاريع الكبرى».
وادعى الموقع أن رئيس المخابرات القطرية، التزم أقصى درجات التخفي حين وصل مطار القاهرة، حيث ارتدى ملابس «كاجوال»، وتخلى عن «الزى القطرى المعتاد»، وكان معه حقيبه بها رزم دولارات، ثم ذهب إلى مدينة نصر، شرقي القاهرة، حيث كان فى لقاء «خاص» مع «قيادى إخوانى» بشأن العمليات الدائرة بين الطرفين، قبل أن يذهب إلى مكتب «أبو المجد»، لاتمام بعض الصفقات الاقتصادية، ومنها المشار إليها سابقا.
ولم يخل تقرير الموقع، من بعض الإشارات المسيئة لـ«أبو المجد»، من أمثال وصفه بـ«سمسار بزنس الإخوان».
من جانبه، تقدم «سمير صبرى» المحامى المثير للجدل، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد «أحمد كمال أبو المجد» يتهمه بارتكاب جريمة «التخابر مع قطر»، والتمس إحالته سريعا للمحاكمة الجنائية عن الواقعة الواردة بالوثيقة.
عقاب سياسي
وقال موقع (الخليج الجديد) إن ما روجه الموقع ، يبدو وكأنه «عقاب» لـ«أبو المجد» على تصريحاته قبل أيام في حواره مع صحيفة «التحرير» المصرية الخاصة، والتي اعتبرها البعض صادمة للموالين للنظام الحالي، حين قال إن مصر تعيش بالفعل تحت حكم عسكري، وحمل النظام الحالي مسؤولية الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا ومنها اغتيال النائب العام المستشار «هشام بركات».
ومضى «أبو المجد» في مهاجمته للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» قائلا: «طالما قبلت أن تكون حاكما ورينا شطارتك، قناعتى الكاملة وما أراه تؤكد لى أننا نعيش حاليا فى ظل حكم عسكرى يتدثر بغطاء مدنى وليس العكس».
وأضاف: «الخطر الأكبر فى أى حكم عسكرى أنه يحكم بالسيف، وأعتقد أن مظاهر الفشل على الدولة أصبحت تظهر بين الحين والآخر، فالوضع لا يتحسن إنما يتحول إلى ما هو أكثر حدة وإهدارا للشرعية بصورة كبيرة».
وفي معرض رده على سؤال حول أحكام الإعدام الجماعية التي تصدر بحق أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، قال: «أريد أن أشير إلى أن أحكام الإعدام التى يتم إصدارها ضد أعداد كبيرة من جماعة الإخوان كثرتها بهذه الهيئة أمر يستوقف النظر ويهز الحاسة القانونية، لأن أعداد المحكوم عليهم من الإخوان كثيرة وهذا غير معقول».
وتابع: «بعض هذه الأحكام مسيس بنسبة 100%، مصر لا تعرف القانون ولم تسمع عنه أبدا ولا تؤمن به، ونحن لسنا دولة قانون. نعم، السيسي تدخل بشكل غير مباشر فى عمل السلطة القضائية».
يشار إلى أن «أبو المجد» كان التزم الصمت أحيانا، واتبع سياسة الإمساك بالعصا من المنتصف في أحيان أخرى، منذ عزل «مرسي»، ويعد هذا الحوار هو الأول من نوعه الذي يتحدث فيه بنوع من الصراحة عن الحالة المصرية.
ولا تعتبر هذه هي المرة الأولي التي يهاجم فيها موقع «البوابة نيوز» دولة قطر، حيث سبق واختلق خبرا في نهاية العام الماضي يفيد بحدوث محاولة انقلاب عسكري كبير فى قطر ضد الشيخ «تميم بن حمد»، وزعم الموقع نقلا عن كاتب ليبي مغمور سماع إطلاق نار ناتج عن اشتباكات مسلحة عنيفة داخل أحد القصور بالدوحة، مؤكدا اعتقال عدد كبير من المسؤولين العسكريين وانشقاق ضباط آخرين عن الجيش.
ونقل الموقع عن شهود عيان فى قطر أنهم أكدوا له أن «مواطني قطر يشتكون الفقر، ولا يجدون ثمن لقمة العيش أو ثمن الدواء، رغم وجودهم بدولة النفط والغاز». بحسب تعبير الموقع.
وواصل الموقع مزاعمه، مؤكدا أن «هناك آلاف آلاف العائلات القطرية تنام دون تناول طعام العشاء بسبب عدم توافر الما، وأن أبناءها لا يخرجون في الأعياد خوفا من أن يراهم أحد في ملابس بالية وقديمة».
ويفخر «عبدالرحيم علي» رئيس تحرير الموقع بتعاونه مع الأجهزة الأمنية في مصر، كما أنه لايخفي علاقته بالفريق «أحمد شفيق»، الذي يقيم في الإمارات ويمول جزء من ميزانية الموقع الضخمة.