لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد مُستمرًا بسياسة الترهيب وتغذية حملته الدعائية في صفوف السوريين الموالين له.
حتى أنه عرض، خلال ليلة القدر مؤخرًا، على التلفزيون السوري صياغة جديدة وبسيطة للقرآن الكريم بادعاء أن هذه النسخة هي نسخة مُبسّطة لا تنجر خلف التأويلات “المُتطرفة” برأيه، والتي تحرض المؤمنين ضد نظامه وضد الأنظمة الداعمة له، مثل الإيرانيين.
هذا وقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري، أن بشار الأسد استقبل عشية ليلة القدر وزير أوقاف النظام، الدكتور محمد عبدالستار السيد، وأعضاء ما يعرف بـ “اللجنة الدائمة لشؤون القرآن الكريم” التابعة لوزارة الأوقاف.
وكانت مناسبة اللقاء، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، “الاستماع لشرح وزير الأوقاف” عن “النسخة المعيارية للمصحف الشريف”، والتي ذكرت الأنباء أن رئيس النظام السوري “أمرَ بصياغتها” ثم قامت “اللجنة الدائمة لشؤون القرآن الكريم” بإنجازها.
ويذكر أن الرئيس السوري قام بزيارة إلى الجامع الأموي، بعيد قيام الثورة السورية التي طالبت بإسقاطه، وتحديدا في شهر مارس 2012 واجتمع بلجنة “شؤون القرآن الكريم” وظهر في تلك المناسبة “على الإعلام” مقلّبا صفحات القرآن الكريم، وملتقطا لصور مع أئمة المسجد الأموي الكبير.
الأمر الذي اعتبرته المعارضة، في حينها، محاولة “من الرئيس” لتحسين صورته” وتقديمها للناس على أنها صورة لـ”الرئيس المؤمن” وكذلك لكسب وامتصاص غليان “الشارع السياسي الثائر ضدّ حكمه، والذي هو في غالبيته ينتمي لأحزاب دينية، بالإضافة إلى أحزاب علمانية أخرى”.
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها الرئيس السوري للعالم الإسلامي ويُجنّد، لمصلحته، شيوخ سوريين محليين داعمين له. حتى أنه قام، مؤخرًا، بتوجيه انتقادات حادة للتفسير الوهابي للقرآن والسنة، الذي مصدره المملكة العربية السعودية.
وادعى الأسد أن كل مصدر الشر والحرب الأهلية التي تدور رحاها في سوريا هو نتيجة التفسير المُتطرف الذي تصبغ فيه الحركة الوهابية الإسلام وأحاديث النبي مُحمد. بهذا يكون الأسد قد وجّه سهمًا حادًا ضد المملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز، اللذين، حسب رأيه، يدعمان الجماعات المُعارضة المُختلفة في سوريا.