قال البروفيسور الأمريكي ريتشارد فولك أستاذ القانون الدولي بجامعة برنستون، والمقرر السابق لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.
جاء ذلك في سياق كتاب جديد لفولك يحمل عنوان “الفوضى ومكافحة الإرهاب- بعد الربيع العربي”، صدر في يونيو الماضي، عبر مؤسسة “جاست وورلد بوكس” في فيرجينيا بالولايات المتحدة، وقدم موقع ميدل إيست آي عرضا سريعا لأبرز محتوياته.
يذكر أن فولك شغل في الفترة بين 2008-2014 منصب “المقرر الخاص” للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
وعلق الموقع قائلا: “ الفكرة الأساسية في الكتاب تتمثل في الأسلوب الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، على نحو متكرر، للتحكم في المنطقة عبر دعم أنظمة قمعية غير ديمقراطية، تذعن للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، مثل السعودية أو مصر السيسي، بينما تسعى لإسقاط أي نظام يظهر علامات من الاستقلال السياسي”.
ومضى يقول: “يرى فولك أن نظام السيسي بشكل خاص يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، من خلال “ استعادة الاستقرار، وتهميش الإخوان والقوى الديمقراطية، وتجنب ظهور حكومات داعمة للطموحات الفلسطينية”، بحسب تعبير فولك في الصفحة رقم 240 من كتابه.
الكتاب بحسب الصحيفة، اعتمد على تدوينات لفولك منذ عام 2011 فصاعدا، عندما بدأت الثورة التونسية موجة احتجاجات اجتاحت الربيع العربي”.
واستطرد البروفيسور الأمريكي متحدثا بشكل أوسع نطاقا: “ عندما يكون هنالك نفط وحكومة مناهضة للغرب على رأس السلطة، يعقب ذلك اللجوء للخيار العسكري، أو على الأقل الإصرار على عقوبات تستهدف تقويض وتغيير النظام”
يذكر أن السلطات الإسرائيلية أصدرت قرار ا عام 2008 بمنع مقرر الأمم المتحدة آنذاك ريتشارد فولك من دخول أراضيها، ما اعتبره منتقدون عرقلة في التحقيقات الأممية بشأن انتهاكات تل أبيب تجاه الفلسطينيين.
وأوضح المسؤول الأممي السابق أن التدخل العسكري في العراق وليبيا لم يكن له ما يخوله قانونيا.
وتحدث عن المملكة السعودية، واتهمها بتصدير الوهابية الإسلامية، وانتقد جهودها “لكبح الإخوان، وتأليب الغرب ضد إيران”.
وأرجع فولك الموقف السعودي بالخوف من أي نظام مناهض للملكية، سواء كان تابعا للسنة أو الشيعة، خشية أن يكون ذلك بديلا للنظام الذي نشأت عليه المملكة النفطية.
وانتقد أستاذ القانون الدولي التناقض الغربي في التعامل في المسائل النووية، والسماح لتل أبيب دون أي اعتراض بتطوير ملفها النووي.
وخصص فولك فصلا رئيسيا للتحدث عن تركيا، التي يعلم عنها الكثير على المستويين السياسي والشخصي، لا سيما وأن زوجته تحمل جنسيتها. وبدا في الكتاب أقل انتقادا لحزب العدالة والتنمية مقارنة بالعديد من المعلقين الغربيين، بل تحدث بإعجاب عن التقدم الاقتصادي لتلك الدولة.
وأشاد بالموقف التركي في التعامل مع القضية الفلسطينية، واصفا إياه بأنه يعتمد على المبادئ.
وأشار إلى الورطة التي يواجهها أردوغان جراء رغبة الأكراد في الحكم الذاتي، وتواجد تنظيم “داعش” على الحدود.
معاداة الرئيس التركي للنظام السوري يكبحها رغبته في وضع نهاية للصراع الممتد لعقود مع الأكراد.
ولا يبدو فولك متفائلا بمستقبل المنطقة، لكنه بالرغم من ذلك مضى قدما في وضع حلول جزئية للتوترات الحالية، واقترح “منطقة خالية من الأسلحة النووية، واتفاقا إقليميا أمنيا يشمل إيران وإسرائيل”، وتفعيل مبادرة السلام العربية عام 2002، من أجل حلحلة القضية الفلسطينية.