نشرت شبكة ” أيه بي سي نيوز” الأمريكية تقريرا عن التفجير الذي استهدف مقر تابع للقنصلية الايطالية في العاصمة المصرية القاهرة مؤخراً.. مشيرة إلى أن هذا التفجير دليل على توسع نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في شمال افريقيا.
وأشارت الشبكة إلى أن الهجوم الذي أحدث أضرارا بالغة بمبنى القنصلية وأسفر عن سقوط قتيل واحد واصابة 10 جرحى كلهم مدنيون، يعد أول هجوم على بعثة أجنبية في مصر منذ أن شن الجهاديين حملة استهداف ضد قوات الأمن في البلاد قبل عاميين في أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
وبحسب أتش أيه هيلير الخبير بشؤون العربية بمعهد بروكينجز بواشنطن فأن “تفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة من قبل تنظيم “داعش” الجهادي هو “تحذير صريح” لمصر وخطوة تصعيدية في الصراع ضد الغرب”.
يشار إلى أن المتحدث باسم تنظيم “داعش” أبو محمد العدناني كان قد حث مؤخرا على توجيه ضربات ضد أهداف غربية.
واكد هيلير أن الإرهابيين يريدون إيصال رسالة مفادها أنهم قادرون على استهداف البعثات الأجنبية في قلب العاصمة، بالقرب من محطة مترو، تحت كوبري حيوي ضخم، ولكن في نفس الوقت دون التسبب في وقوع العديد من الضحايا، ولكن لهذه المرة”.
وأشار الخبير الأمريكي إلى أن تنظيم “داعش” لم يستهدف القنصلية الإيطالية على وجه التحديد، ولكنه يريد فقط إرسال رسالة للغرب عبر إستهداف مبني البعثة الإيطالية.
ويقع مقر البعثة الايطالية في مبنى تاريخي بين محطة قطار رمسيس وميدان التحرير، وتكتظ الشوارع المحيطة بالبعثة بالمارة والسيارات والبائعين.
وبحسب الموقع الأمريكي تعد تدابير تأمين القنصلية الإيطالية صعبة، وذلك بالمقارنة بالإجراءات الأمنية المفروضة على سفارتي أمريكا وبريطانيا.
ومن جانبه قال مايكل حنا الخبير في الشؤون المصري بمؤسسة “سينشري” الأمريكية ومقرها نيويورك، “يدل هذا الهجوم على تطور مهم في الأحداث، وهو توسع “داعش” في مصر .. لا نستطيع أن نفترض مدى استدامة التوسع، ولكنه على الأقل محاولة حقيقية للتوسع”.
وأشار إلى أن سلسلة الهجمات الأخيرة تعد أول محاولة من “داعش” لإنشاء فرعا جديدا له في الأراضي المصرية”.
ونقل الموقع الأمريكية عن دبلوماسي غربي -رفض الكشف عن أسمه، قوله “إن موقع القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة جعل منها هدفا سهلا بالنسبة للهجمات الإرهابية.
ونوه الموقع إلى أن رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب كان قد حذر أمس الأول السبت من أن مصر في حالة حرب، وحث العالم للإتحاد لمحاربة الإرهاب.
وقال محلب “إن الوقت للعالم للوقوف في وجه الإرهاب، الذي يهدد العالم الأجمع”.
وفي أعقاب الانفجار، تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
وقال رينزي في بيان “إيطاليا تعرف أن الحرب ضد الإرهاب تحد صعب. لن ندع مصر تقف بمفردها. إيطاليا ومصر ستكونان معا في الحرب ضد الإرهاب والتطرف.”
ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إن الانفجار “استهدف” القنصلية، مشددا على أن “إيطاليا لن ترهب.”
وأوضح جنتيلوني أن إيطاليا ستعزز الإجراءات الأمنية حول مصالحها في القاهرة، ومصر بشكل عام.
وكان سامح شكري وزير الخارجية قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الإيطالي الذي أعرب عن تضامن إيطاليا مع مصر في حربها ضد “الإرهاب”، وفق بيان للخارجية المصرية.