أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الجبهة العربية المضادة لإسرائيل قد تفككت، وأن الأولوية العربية الآن هي لمواجهة تنظيم الدولة “داعش” ومنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وقالت الصحيفة -في تقريرها- إن دائمًا ما يشار إليه في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو كونه صراع ثلاثي الأبعاد، فبالإضافة إلى الفلسطينيين كان هناك العالم العربي و الإسلامي فكراهية إسرائيل كانت عامل توحيد العالم العربي و الإسلامي الذي تغلب على عوامل الخلاف الأخرى بين تلك الدول.
وأضافت، حدث تغير كبير في العالم العربي فظهر للحكام العرب في السنوات الأخيرة أعداء أكبر وأهم من إسرائيل فإيران على وشك امتلاك السلاح النووي والقاعدة وحماس والدولة الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى، فهؤلاء الأعداء يهدفون إلى الإجهاز على الطبقة الحاكمة في كل من السعودية، والأردن، ومصر، وهؤلاء الأعداء باتوا يشكلون الخطر المميت الذي لم تمثله إسرائيل أبدًا وأصبح القضاء على تلك المخاطر أهم بكثير من دعم القضية الفلسطينية وبدأت إسرائيل تبدو كحليف محتمل للحكام العرب.
وترى الصحيفة أن الأنظمة العربية متخوفة من إيران وبالأخص النظام السعودي الذي يبدو وكأنه سيكون أول الأنظمة التي سيطاح بها في حال نمو النفوذ الإيراني، ومؤكد أنهم قد صفقوا في الخفاء لبنيامين نتنياهو عندما وقف أمام الكونجرس الأميركي في مارس الماضي لإقناع أعضائه بعدم السماح بامتلاك ايران للسلاح النووي، ربما اعترضت المعارضة الإسرائيلية على ذلك، لكن من المؤكد أن السعوديين كانوا في صفه.
وعلى الصعيد الأردني، قالت الصحيفة إن تنظيم الدولة يهدد الحدود الشمالية للمملكة، وعلى الرغم من المطالبات اليومية للملك عبدالله بإنشاء دولة فلسطينية، إلا أن تلك الدولة لن تستغرق بعض الوقت وستقع في أيدي حماس أو تنظيم الدولة وفي هذه الحالة سيتشكل خطر جديد قادم من الحدود الغربية أيضًا.
وبخصوص مصر، قالت الصحيفة إن مصر تعاني من الإرهاب في سيناء وشوارع القاهرة وموافقة إسرائيل على دخول وحدات الجيش إلى شمال سيناء هو مؤشر واضح على القواسم المشتركة بين إسرائيل وأكبر دولة عربية.
وختمت الصحيفة قائلة “إسرائيل لديها أعداء في الشرق الأوسط لكنها أيضًا تكتسب أصدقاء، وهؤلاء الأصدقاء ربما يفضلون مقابلة نظرائهم الإسرائيليين في الأزقة الخلفية، لكن يجب أن تتأكد أن هذه الاجتماعات تجري بوتيرة متزايدة”.