نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا تناولت فيه معلومات جديدة حول ملف حادثة ميدي بيرينيه، التي وقعت في 2012 بمدينة تولوز، وراح ضحيتها ثلاثة ضباط عسكريين، وأربعة أشخاص آخرون، منهم ثلاثة أطفال يهود، مؤكدة أنه قد تم التلاعب بمنفذ العملية، الجزائري الأصل محمد مراح.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن الجهادي محمد مراح، الذي تم تلقيبه بـ”القاتل على الدراجة” بعد أن قام بقتل سبعة أشخاص في جنوب فرنسا، كان قد اكتشف قبل موته مباشرة؛ أن أحد أصدقائه الذي كان يظنه من المقاتلين مثله؛ ما هو إلا عميل سري في المخابرات الفرنسية.
ونقلت عن مصدر خاص قوله إن “زُهير” صديق “مراح” المقرب، كان عضوا في فريق مفاوضات استسلام محمد مراح، بعد أن تم حصاره في شقته بتولوز – وهي محافظة فرنسية تقع في الجنوب الغربي للبلاد – من قبل قوات الشرطة، وذلك إثر تنفيذه العملية.
وأضافت الصحيفة أن محمد مراح سجل رسالة فيديو قبل قيام الشرطة الفرنسية بقتله، قال فيها إنه بريء، وإنه اكتشف أن “زُهير” يعمل لصالح المخابرات الفرنسية، متوجها بالحديث إلى صديقه “العميل” بالقول: “لا أصدق أن تكون مجرما وضابطا لدى السلطات الفرنسية، الآن، بعد أن أرسلتني إلى العراق وباكستان وسوريا من أجل مساعدة المسلمين. اذهب إلى الجحيم أيها الخائن. سوف تتسبب في قتلي دون أي موجب. أنت الذي وضعتني في هذا المأزق. لن أسامحك أبدا”.
وأشارت إلى أن المحامية الفرنسية إيزابيل كوتان بار، التي تساعد المحامية الجزائرية التي وكلتها عائلة مراح؛ كانت قد أكدت لوكالة الأنباء الفرنسية؛ أن ما نشرته الصحيفة من محتوى الفيديو دقيق، حيث قالت إنه “بغض النظر على اختيار الكلمات من قبل المُترجم؛ فإن ما تم نشره دقيق”.
وأفادت الصحيفة أن زهية مختاري، محامية عائلة مراح في الجزائر، لم تزل تذكر وجود مقطعي فيديو بحوزة والد محمد مراح، وأنها تعتقد أن الترجمة التي نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية أول مرة “دقيقة، وتم القيام بها من قبل مترجمين محلفين”.
وفي الختام؛ أعلنت صحيفة لوموند أن والد محمد مراح، الذي يُدعى محمد بنلاّل مراح، ويقطن في الجزائر؛ قد تقدم بشكوى بتهمة القتل العمد ضد هيكل الشرطة الفرنسية، التي قامت بتنظيم العملية التي تمت خلالها تصفية ابنه.