نقلت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية عن مسؤولين ومحللين غربيين قولهم إن تنظيم حزب الله اللبناني خسر من 700 إلى 1000 مقاتل منذ أن بدأ التدخل عسكريا في الحرب السورية عام 2013.
وتقول المجلة “إن جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران تعاني تصاعدا في خسائرها بميدان القتال داخل سوريا وينزلق التنظيم الذي يعد أهم وكلاء إيران أكثر من أي وقت مضى إلى مستنقع محتمل”.
وتتابع المجلة “ومع ازدياد تحملها عبء الحرب لصالح نظام بشار الأسد، تواجه ميليشيا حزب الله مخاطر بتشويه صورتها كقوة قتالية لا تُقهر” وفقا لمسؤولين أمريكيين وآخرين بالشرق الأوسط.
وتشير المجلة إلى أن وحدات حزب الله تترأس المعركة ضد جماعات المعارضة المسلحة في الوقت الذي يلعب فيه الجيش السوري المتداعي الدور المساعد، وعلى الرغم من السرية الشديدة التي يفرضها التنظيم حول العدد الفعلي لقواته على الأرض داخل سوريا، فإن مسؤولين ومحللين غربيين يعتقدون أنه يوجد حوالي 6 إلى 8 آلاف مقاتل من حزب الله على الأرض هناك.
وتنوه عن أن التنظيم أيضا يرفض خوض نقاش فيما يتعلق بخسائره داخل سوريا، لكن حجم الخسائر كبيرة وفي تزايد، ومنذ أن بدأ حزب الله المشاركة بشكل كامل داخل سوريا في عام 2013، يقدر مسؤولون ومحللون خارجيون بأن التنظيم تكبد خسائر بشرية من 700 إلى 1000 مقاتل بين قتيل ومصاب، وهي ضربة كبيرة للتنظيم.
وتحدث مسؤول في الاستخبارات الأمريكية للمجلة قائلا “قد تقترب خسائر التنظيم في سوريا من حصيلة حربه مع إسرائيل جنوب لبنان في الفترة ما بين عامي 1985 و 2000 والتي قُتِل خلالها 1248 مقاتلا لحزب الله وأصيب أكثر من ألف آخرين”.
لكن المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن الحزب لا يزال قوة صامدة على الأرض، حيث بنى ترسانة كبيرة مؤلفة من 40 ألف صاروخ في لبنان بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ سكود فضلا عن طائرات استطلاع دون طيار، وخبرة الميليشيا في المعارك السابقة ودعمها المستمر إيران يسلط الضوء على قدرتها على مواجهة الظروف الصعبة في ساحات القتال.
وتوضح المجلة أن طهران قد تنفق قريبا المزيد من الأموال وتمنح المزيد من الأسلحة للتنظيم، وبحسب محللين فإن التوصل لاتفاق بين القوى الكبرى وإيران حول برنامجها النووي المتنازع عليه، فإن ذلك يعني تخفيف العقوبات الاقتصادية وبالتالي إغداق الكثير من الأموال الإيرانية على الحرب في سوريا.
وتستطرد المجلة “الجنازات أصبحت أمرا عاديا بالنسبة لمقاتلي حزب الله الذي يقضون في المعارك داخل سوريا، وتنشر الصحف المحلية في بعض الأحيان أخبار وفيات للشهداء الذي يسقطون في الحرب، فيما نعت مواقع موالية لحزب الله مؤخرا قياديا في التنظيم يُدعى جميل حسين فقيه، الذي يُقال إنه قُتِل أثناء قياده لمجموعة من المقاتلين بالقرب من إدلب”.
وتعيد المجلة إلى الأذهان بداية تورط حزب الله في الصراع السوري حيث تقول: “إن الحزب في بداية الأمر أرسل مستشارين لمساعدة الجيش السوري، لكن في يونيو عام 2013 قام التنظيم للمرة الأولى بنشر قوات مقاتلة أثبتت دورها الحاسم في استعادة السيطرة على مدينة القصير القريبة من لبنان”.
وتضيف المجلة أن التنظيم ركز في البداية على الحدود بين البلدين، لكن وحداته تنتشر الآن في مساحات شاسعة داخل سوريا بما في ذلك إدلب وحلب ودرعا وحتى المناطق الشرقية والمركزية في البلاد.
وتنوه عن أنه بالرغم من نجاحه في بعض المعارك داخل سوريا مثل القصير والقلمون، إلا أن حزب الله لم يستطع النجاح في هجوم شنه على حلب في فبراير الماضي، تحت إشراف من الحرس الثوري الإيراني فضلا عن فقدانه السيطرة على مناطق هامة على الأرض السورية.
وتقول المجلة “إنه مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب وانشغال نظام الأسد بالقتال على عدة جبهات، يمثل الصراع السوري معضلة محتملة لحزب الله ورعاته الإيرانيين حيث يحاولون فرض نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، فسوريا بالنسبة للحزب هي ممر شحنات الأسلحة من إيران ومنطقة عازلة، وتوفر له العمق الاستراتيجي من عدوه اللدود، إسرائيل”.
وتسلط المجلة الضوء على أحدث معارك الحزب في سوريا وتحديدا في مدينة الزبداني، والتي تعني خسارتها انتكاسة كبيرة للتنظيم حيث إن تلك المدينة تقع على طول طرق حيوية تربط الأراضي التي تقع تحت سيطرة حزب الله بسوريا، وفي الماضي كانت الزبداني مركزا لوجيستيا يستخدم لنقل الأسلحة من إيران للتنظيم.