قالت نشرة “اكسفورد أنالتيكا” السياسية البريطانية المتخصصة ان دولة الإمارات تعمل على دعم فصائل صومالية وأن محاولة اغتيال بعثتها الديبلوماسية كان ردا طبيعيا من فصائل صومالية منافسة.
وأشارت النشرة في تقرير لها حول ما وصفته بـ “محاولات التدخل الإماراتي في شرق إفريقيا” إلى أن محاولة اغتيال أعضاء بعثة الإماراتية في الصومال مثل “ضربة قوية” لها قد أدخلت “الرعب” في قلوب مستثمريها الذين كانت دولتهم تدفعهم للاستثمار في تلك الدول خاصة الصومال وكينيا وأوغندا، معربة عن مخاوفها من تكرار مثل تلك الهجمات إذا استمرت السياسية الإماراتية بهذا الشكل.
وأشارت إلى أن الإمارات سعت إلى توقيع اتفاقيات ثنائية مع تلك الدول حتى لا تعمل في إطار منظومة خليجية موحدة، لكنها تلقت ضربات عدة خاصة في جيبوتي التي قطعت العلاقات الديبلوماسية معها وألغت عقدا مهما مع الإمارات لإدارة أكبر ميناء لديها.
وقالت، إن كينيا والصومال وأوغندا تشكل جزءاً من السياسة الخارجية “المحورية” للإمارات العربية المتحدة التي تحفّز على الاستثمارات والدعم الأمني.
وأضافت النشرة، أن الأنظار في أعقاب التفجير الانتحاري ضد بعثة غوث من الإمارات العربية المتحدة على يد مسلحي “الشباب” في مقديشو يوم 24 يونيو تحولت إلى نمو الاهتمامات الدبلوماسية والأمنية والإنسانية للإمارات العربية المتحدة في منطقة شرق أفريقيا الأوسع.
وقد حدّد قادة الإمارات العربية المتحدة شرق أفريقيا كمصدر محتمل لزعزعة الاستقرار، وسوقٍ كبيرة للاستثمارات, أصبحت بذلك الصومال وكينيا وأوغندا جزءاً من السياسة الخارجية “المحورية” للإمارات العربية المتحدة والتي بموجبها تقوم بتصنيف مجموعات دول إلى مناطق ذات مصالح جيواستراتيجية حيوية.
وأشارت إلى أنه قتل في الهجوم الانتحاري يوم 24 يونيو تسعة أشخاص معظمهم من المدنيين والجنود الصوماليين, لكن الهدف كان فريقاً إماراتيا يعمل في الصومال على مبادرة إماراتية بدأت عام 2013 موضحة أن هناك حوالي 38 جمعية خيرية، منها مؤسسة خليفة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل في أنشطة تحت غطاءات إنسانية .
وأوضحت أن الإمارات العربية المتحدة قدمت سيارات عسكرية إلى الإدارة المؤقتة في “جوبالاند”، كجزء من المساعي لبناء تحالفات مع النخب الإقليمية الفرعية ربما تكون كيانات أكثر ديمومة في المشهد السياسي الصومالي من الحكومة الفيدرالية التي ينتهي تكليفها في سنة 2016. منذ تأسيس الحكومة الصومالية.
وأشارت إلى زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى كل البلدان الثلاثة في شهر يونيو وأعلن عن خطط لتوسيع البعثات الدبلوماسية للإمارات بشكل كبير في كل أنحاء القارة الأفريقية.
وأشارت إلى انه من الهواجس الرئيسية لدى الإمارات العربية المتحدة تحقيق الاستقرار الإقليمي من وجهة نظرها عشية انتفاضات الربيع العربي سنة 2011.
وقالت النشرة البريطانية، إنه ربما تكون التطورات مثل الهجوم على القافلة في الصومال اختباراً لمدى شهية المستثمرين على خوض المخاطر، وربما تقلل من استعدادهم الانخراط لو تكرر هذا النمط من الأحداث ثم إن الاستثمارات الإماراتية ليست حصينة ضد المخاطر السياسية. في يوليو 2014 تراجعت حكومة جيبوتي عن الامتياز الممنوح إلى دبي العالمية DP World لتشغيل مرفأ “دوراليه” للحاويات، الأضخم في أفريقيا، وشنّت قضايا تحكيم ضد الشركة في لندن.
كما قطعت الدولتان أيضاً العلاقات الدبلوماسية في مايو 2015 وأُغلقت قنصلية الإمارات العربية المتحدة في جيبوتي في أعقاب شجار بين نائب القنصل الإماراتي وقائد سلاح الجو الجيبوتي.