رأى الكاتب والروائي الأمريكي الشهير دون وينسلو أن الممارسات التي يمارسها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في قطع الرؤوس أمام الكاميرات، القتل الجماعي، إعدام سجين مقيد بالسلاسل حرقا داخل قفص، مقاطع التعذيب الوحشي والقتل، نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها كأداة من أدوات الإرهاب والدعاية .. ليست جديدة.
وقال وينسلو إن هذه الفظائع التي يحاول بها “داعش” صدم العالم، ليست جديدة فالتنظيم اقتبسها من ممارسات عصابات المكسيك “الكارتلز”
وأعاد وينسلو، مؤلف كتاب “ذي كارتلز” أو العصابات، إلى الأذهان ما حدث في مايو 2005 عندما قام زعيم عصابة مكسيكية بالقبض على أربعة من قتلة حركة “زيتا” المحترفين الذين تم إرسالهم لاغتياله، حيث اقتادهم إلى الطابق العلوي في منزل آمن، وغطى جدران وأرضيات المنزل جميعها بأكياس بلاستيكية سوداء، ثم أجرى معهم مقابلات بواسطة كاميرا فيديو محمولة.
ومن ثم قام زعيم العصابة بتعذيبهم وإعدامهم رميا بالرصاص بعد أن اعترفوا أمام الكاميرات، وتم توزيع نسخة من مقطع الفيديو الوحشي هذا بعد ذلك على وسائل الإعلام.
ونال مقطع الفيديو ، الذي ظهر فيه زعيم العصابة وهو يقوم بتعذيب رجال “زيتا” بأبشع الطرق الوحشية، عدد مشاهدات ضخم وشهرة واسعة، وانتشرت بعض أساليب التعذيب بهذا المقطع بين أباطرة وعصابات المخدرات المكسيكية.
وبالمثل، أقدم “داعش” على اتباع نهجا مميزا له من خلال وضع رؤساء ضحاياه على أعمدة وتركها في الشوارع كتكتيك تخويف لباقي السكان.
وبحسب الروائي الأمريكي الشهير، فإن عصابات المخدرات المكسيكية، أدركت مبكرا أن قطع الرؤوس وإخراج الأحشاء وتعذيب الأعداء الوحشي، يفيدهم في تصويرهم كأيقونة للعنف مما يخلق دعاية لتخويف سكان المناطق التي تزدهر بها تجارتهم ولاسيما جذب المجندين المحتملين.
وعلى نفس خطى عصابات المكسيك، نجح تنظيم “داعش” في بث الخوف في نفوس سكان المناطق التي يبسط سيطرته عليها، بالإضافة إلى تجنيد الالاف من الشباب الذين يبحثون عن المغامرة .
وأشار وينسلو إلى أن “داعش” اقتبس تكتيك هام آخر للإرهاب وهو “إستدراج العدو” أو -الجيش النظامي أو الشرطة- لإثارة غضب السكان المحليين، ويوضح كلامه بأن عصابات المكسيك كانت تستفز الحكومة لإرسال قوات الجيش بدلا من الشرطة، وعندما تبدأ قوات الجيش بالإنتشار يختفي رجال العصابات المكسيكية، حيث يبدأ الجنود في ضرب وتعذيب المشتبه بهم من سكان القرى وحرق منازلهم، كثير من الأحيان يكون أولئك المشتبه بهم أبرياء، حيث يستغل رجال العصابات بعد ذلك ظروف السكان من خلال بناء المنازل والعيادات والكنائس لهم، مما يحول السكان إلى جانب العصابات التي تبدأ بعد ذلك في سلبهم كل شيء.
واختتم الروائي الأمريكي بالقول “إن ممارسات “داعش” ليست جديدة علينا، لق شاهدناها عبر حدودنا مع المكسيك طوال العقد الماضي، لقد تعلمت “داعش” درس الإجرام جيدا من العصابات المكسيكية.