كشف النائب الكويتي «عبد الحميد دشتي» عن لقاء جمعه مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، مؤخرا؛ وهو الأمر الذي جلب للنائب الشيعي عاصفة انتقادات حادة من نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وقال «دشتي» في تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، أمس: «تشرفت اليوم (الأربعاء) بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد وكان لقاءً رائعا».
وأضاف: «حملني (الأسد) تحياته للكويت أميرا وحكومة وشعبا.. فديتك يا رمز الوفاء».
وتابع «دشتي» الذي نشر صورة له مع رئيس النظام السوري: «البشرى لكل من فرح بلقائي بسيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد فيما هو آت في قادم الأيام، والندم والحسرة لمن سيخيب رجاؤه أكثر، وهذا وعد!».
من جانبهم، رد نشطاء على موقع «تويتر» على تغريدات النائب الكويتي بسيل حاد من الانتقادات، ودشنوا وسما حمل اسم «دشتي_يزور_بشار».
وغرد أحد النشطاء قائلا: «الخسيس عبد الحميد دشتي يتصور مع الطاغية المجرم بشار»، مطالبا بأن تكون هناك ردة فعل من الحكومة الكويتية تجاه هذه الخطوة، وأن تقوم بسحب الجنسية من هذا النائب.
وقال مغرد آخر: «دشتي الشيعي يزور بشار الذي قتل ربع مليون سني، هذا من بكيتم علي تفجير داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) لحسينيتهم»، في إشارة إلى التفجير الذي استهدف، الشهر الماضي، مسجد «الإمام الصادق» الشيعي بالعاصمة الكويت، وأسفر عن مقتل 27 شخصا، وتبناه تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال ثالث مستنكرا خطوة النائب الكويتي: «دشتي يزور طاغية العصر بشار الأسد، الذي قتل عشر أضعاف من قتلهم داعش».
ووصف أحد المغردين «دشتي» بأنه «عميل طهران»، قائلا: «عميل طهران في الكويت عبد الحميد دشتي يستمر في استهداف أمننا»، متسائلا باستنكار: متى يكون لنا موقف حازم معه، ومع عملاء الكيان الإيراني؟».
تغريدات أخرى وصفت «دشتي» بأنه «البوق الإيراني»، وأنه «يلعب دور ابن العلقمي (وزير الخليفة المستعصم ) حين تآمر مع هولاكو واجتاح التتار الغزاة بغداد ( في عام 656 ميلادية) لتراق الدماء أنهارا».
هذه الانتقادات رد عليها «دشتي» في تغريدة جديدة قائلا: «عندما أتصور مع القائد الرئيس بشار الأسد (وفق وصفه) فليصمت كل إرهابي فهو لكم بالمرصاد، يا أرباب الفتنة، يا من زرعتم الشوك وستجنوننا حصاد مرارته قريبا».
يشار إلى أن الموقف الكويتي الرسمي المعلن من الأزمة السورية، هو دعم الحل السلمي ووقف القتال الذي يدفع ثمنه الطرفين، حسب تصريحات مسؤولين كويتيين في وقت سابق، واستضافت البلاد مؤتمرين دوليين للمانحين، من أجل دعم اللاجئين السوريين، جمعت خلالهما مليارات الدولارات.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2014، أعادت الكويت فتح السفارة السورية بعد إغلاقها لتسعة أشهر، وذلك لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية لنحو 130 ألفا من السوريين المقيمين في الدولة الخليجية.
من جانبه، اعتبر نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» أن إعادة افتتاح سفارته في دولة الكويت رسالة سياسية إيجابية من دولة الكويت، وفق صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام في دمشق.
ولا يخفي «دشتي» تأييده لـ«بشار الأسد»، وأعلن عن ذلك أكثر من مرة، كما أنه يؤيد توثيق العلاقات الخليجية مع إيران، وينتقد الدول العربية التي تدعو لرحيل رئيس النظام السوري، وكذلك الدول التي تدعم الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، وعلى رأسها السعودية، التي قدمت سفارتها بالكويت في أبريل/نيسان الماضي، مذكرة لوزارة الخارجية الكويتية تطلب فيها التحقيق معه فيما أسمته «الإساءات المتكررة من جانبه للمملكة في وسائل إعلام».
وطالبت السفارة السعودية، آنذاك، حسب مصادر دبلوماسية، بتحويل «دشتي» إلى «النيابة العامة ومحاكمته»، بعد تصريحات أدلى بها الأخير عبر قناة «المنار» اللبنانية المملوكة لـ«حزب الله» اللبناني، عن السياسة السعودية في تعاطيها مع الملف اليمني، وقال إن الغارات التي يشنها التحالف على الحوثيين «ستدمر كل دول الخليج».
وكان «دشتي»، هاجم السياسة البحرينية في تعاملها مع ملف الشيعة، وذلك عبر تغريدات له عبر «تويتر»، في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما دفع وزير الخارجية البحريني للرد عليه، كما طالب عدد من النواب الكويتيين بمحاسبته على ما اعتبروه «إحداث فتنة بين البلدين الشقيقين».