في العقود الأخيرة، أعاد الكثير من السلوكيات الجديدة تشكيل العلاقات الاجتماعية في العالم. فقد ظهرت موجات جديدة تهتم بالروح ونوع الغذاء والهوس بالجسد المثالي.
يريد الواحد منا أن يعيش في سلام روحي ويأكل غذاء صحيا ويمارس الرياضة ويوجّه كل طاقته للحصول على جسد مثالي.
إذا كانت القاعدة الإسلامية تقول إن “الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فإن أفضل ما يمكن أن تقدمه لمجتمعك هو أن تعتني بنفسك أولا. اعمل بجهد حتى تحسن وضعك في العالم. ليست هذه أنانية ووقاحة، إنما أعلى درجات حب المجتمع.
غير نفسك ليتغير مجتمعك. إليك خمس خطوات إرشادية:
عش من أجل أهدافك في الحياة
ماهي أعمق رغبة تتمناها في روحك؟ ما هو أكبر حلم تريد تحقيقه في حياتك؟
عندما تقلب هذا السؤال في دماغك سيقودك إلى نتائج غير مريحة. سترتطم في طريقك بأفكار وأشخاص يصفون هذا الحلم بالأنانية المفرطة.
لكن الحقيقة غير ذلك. قصة نجاحك ستصبح ملهمة لآلاف البشر. أيضا عندما تحقق طموحك ستشعر بامتلاء روحي فريد. إذا جرّبت مثل هذا الشعور لن تستطيع النزول من “قمة الأولمب” أبدا.
بتحقيقك لأهدافك تصبح نموذجا في محيطك. إنك من دون وعي تدفع العشرات إلى الاقتداء بك. إنك شخص مفيد للمجتمع.
ثق بنفسك تتجاوز الإكراهات
من السهل جدا أن تقزم نفسك حتى تصبح جديرا بالشفقة؟
الكثيرون يفعلونها. من دون شك، ستجد بعض الناس تتألم لتعاستك وتحاول مساعدتك.
لكن ماذا لو تسلحت بالثقة والعزيمة لتجاوز كل الإحباطات؟
آنذاك ستصبح ملهما للبشر. وفوق ذلك، ستحترم نفسك.
توقف عن النميمة. توقف عن الشكوى
الشكوى مرادفة للطاقة السلبية. إنها سجن روحي للتفكير الإيجابي.
فكر في ما يلي:
صديقك مديرك في العمل. أنت أفضل منه. هو يتقدم باستمرار وأنت موظف عادي.
عندما تشير إلى عيوبه تحس من دون شك وبشكل غامض ببعض المتعة.
هل يفيد ذلك صحتك النفسية؟
لا. فمع مرور الوقت ستتحول هذه المتعة إلى نقمة على العمل والمجتمع. هذا التذمر سيقودك إلى السلبية والعزلة.
أيضا، لا تحاول أن تجد شخصا مثاليا خاليا من العيوب. تخلص من هذه الفكرة. حاول أن تجد في كل شخص خصالا مميزة وملهمة. اعمل جاهدا لتمتلك هذه الخصال أيضا. في الوقت ذاته تدرب على قمع الطاقة السلبية داخلك.
الطريق إلى هذه الخلاصات ليست سهلة. إنها مدببة. ستسقط أكثر من مرة، لكن في النهاية ستصبح في متناولك بل جزءا من شخصيتك.
قدس وعودك لنفسك
الوعد ميثاق شرف مقدس. الجميع يعرف هذا. لكن لماذا لا تحافظ على وعودك لنفسك؟ امنح الشرف لذاتك ونفذ العهود التي قطعتها مع نفسك.
لقد تعهدت بالنوم باكرا وممارسة الرياضة والحصول على أعلى معدل في جامعتك. انظر لهذه الوعود كما ستنظر لوعد قطعته للزواج بحبيبتك.
كيف كان وجهك حينما تراجعت عن عهدك لها؟
لقد خذلتها وأحسست بالخجل أمامها. تعامل مع نفسك أيضا بهذه الطريقة. قدس وعودك لنفسك أيضا.
العمر لن ينتظرك إلى الأبد
ما هو اليوم؟
هو مجموعة من اللحظات، وكل لحظة تمر لن تعود. إنك تعيش باستمرار عدا عكسيا مع حياتك.
إذن انجز الآن. ماذا تنتظر؟
لن يضيرك أن تتحرك ببطء، لكن يجب أن يكون ذلك باضطراد. لا تؤجل حلمك مهما كان أكثر من اللازم.. سيتنظر وقد يتعفن وينسى إلى الأبد.