قال جميس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، إن التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، تستخدم على نطاق واسع برامج التشفير الأمني من أجل منع اختراق بياناتها ومعلوماتها الخاصة ووسائل تواصلها التي تستخدمها لتجنيد المقاتلين الجدد، ما يمثل تحديا كبيرا أمام أجهزة الأمن الأمريكية والدولية.
وقال كومي، في شهادة له أمام لجنة أمنية في الكونغرس: “نحن لم نعد أمام تنظيم يشبه زمن الأجداد، مثل تنظيم القاعدة” على حد قوله.
ولفت كومي إلى أن داعش يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى مجندين محتملين ومن يوصفون بـ”الذئاب المنفردة” الذين يقومون بتنفيذ هجمات بقرارات منفردة، والذين يتواصلون مع داعش عبر برامج المراسلات المختلفة الموجودة في الهواتف الذكية، والمحمية بأنظمة تشفير تبقي الأجهزة الأمنية بمنأى عنهم.
وقال كومي إن لدى داعش الآن 21 ألف متابع على حساباتها بموقع تويتر يتحدثون الإنجليزية، ما يوفر فرصة كبيرة للتنظيم لاجتذابهم مضيفا: “عبر وسائل التواصل الجديدة يتحول التنظيم إلى شيطان يرافق كل الناس يوميا ويوسوس لهم بضرورة القتل.”
وجاءت تعليقات كومي في وقت بدأت تتضح فيه حقيقة وجود أنظمة تشفير قوية لدرجة أن الشركات التي صممتها تعجز عن اختراقها لاحقا، وهو ما دفع رئيس FBI إلى دعوة الشركات للتعاون قائلا: “نحن نسير نحو عالم تصبح فيه جميع بياناتنا محمية بشكل صلب.. هذا أمر رائع من عدة جوانب، ولكنه قد يضر بالأمن العام.”
وأضاف: “نحن نبحث عن إبر في كومة قش ضخمة بضخامة الولايات المتحدة نفسها، ولكن تلك الإبر لديها قدرة متزايدة على إخفاء نفسها بسبب تشفير المعلومات” على حد قوله.