(بعد مرور عام فقط على إعلان “خلافته” الممتدة بين سوريا والعراق، يكثف تنظيم الدولة الإسلامية هجماته خارج حدوده)- هذا ما قاله المحلل السياسي بول فيرردو في تحليل موسع نشرته لوبوان الفرنسية- مشيراً إلى أنه بعد باريس، وسوسة، وكوبنهاغن، أو جارلاند (تكساس)، تستهدف المجموعة الجهادية التي أعلنت نفسها “دولة”، الأجانب “الكفار”، ردا على قصف التحالف الدولي لمواقعها منذ سبتمبر 2014.
هذه القوة الضاربة الجهادية تفسَّر أوّلا بعدد “الذئاب المنفردة” المتواجدة في الغرب. فعن طريق السكايب، يستطيع هؤلاء الجهاديون الذين لا يملكون أي صلة مباشرة مع الدولة الإسلامية، أو الذين لم يقاتلوا من قبل أبدا في الشرق الأوسط، أن يعلنوا الولاء عن بُعد، قبل ارتكاب الهجوم الذي تعلن المنظمة مسؤوليتها عنه لاحقا. ويضيف المحلل أنه على العكس من ذلك، يصبح مهاجمون آخرون مباشرة جزءا من الجماعات الجهادية التي أعلنت ولاءها لداعش وتنشط وتنفذ عملياتها الإرهابية باسم الدولة الإسلامية في البلدان التي تقيم فيها.
وإذا كانت بعض هذه المجموعات الصغيرة قد تدربت على أيدي مقاتلين عائدين من العراق وسوريا، لخلق “محافظات” “الخلافة” في الخارج، فإن الغالبية منها قد تخلت عن تنظيم القاعدة التقليدي التي تتراجع بسرعة لصالح مؤسسة الدولة الإسلامية المزدهرة. فمن خلال إعلان ولائها لأبي بكر البغدادي، تأمل هذه التشكيلات في أن تستفيد من الهالة العالمية التي اكتسبتها “الخلافة” الإسلامية، لجذب مجندين جدد وتمويلات جديدة. من الجزائر إلى إندونيسيا، مرورا عبر باكستان.