في ضوء إقرار المحكمة العليا الأمريكية قرارًا يسمح بزواج المثليين في جميع الولايات الأمريكية، زعم العديد من المعلقين والمنتقدين أن القرار ستكون له عواقب كارثية. ولكن بدلًا من مجرد اعتبار حديثهم غير عقلاني، من المهم التفكير في الأساس العلمي لمزاعم كهذه.
أصبح زواج المثليين قانونيًّا الآن في كافة أنحاء أمريكا. إنه أمر جيد، فمن الجيد دومًا أن يتم معاملة الناس على قدم المساواة تحت طائلة القانون. ولكن للأسف، لا يتفق الجميع حول هذا الرأي. فقد تبع قرار المحكمة حملة اعتراضات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تحذر من انهيار المجتمع لعدة أسباب.
من السهل وضع تلك الاعتراضات في إطار كونها ردود فعل غاضبة من أشخاص لم ولن يقبلوا أنه ليس من الضروري أن تتوافق آراء بقية الجنس البشري مع وجهات نظرهم التقليدية، والعديد من الناس يفعلون ذلك وحسب. ولكن ماذا لو لم يكن الأمر بهذه السهولة؟ ماذا لو أن هناك مبررات علمية حقيقية تدعو إلى القلق من زواج المثليين؟ فقد تسبب السماح بزواج المثليين في المملكة المتحدة في حدوث فيضانات شديدة، وقد جرى السماح به الآن في دولة ذات حجم وتأثير أكبر مما قد يتسبب في عواقب كارثية أكبر. ونقدم إليكم بعضًا منها.
حدوث انقلاب في الطبيعة
أشار الحاكم السابق لولاية أركنساس مايك هاكابي إلى أن إقرار المحكمة العليا زواج المثليين هو انقلاب للطبيعة، وهو أمر مستحيل.
إلا أن زواج المثليين بات قانونيًّا الآن، لذا فمن الواضح أنه بمقدور البشر قلب الطبيعة. وهذا يفتح الباب أمام كم كبير من المشكلات، بالنظر إلى أن الطبيعة تتحمل مسئولية كل شيء يحافظ على دوران الكون. ومن الواضح أن للمثليين القدرة على السيطرة على الطبيعة حتى تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة. وبينما يمكننا أن نأمل أن تنحصر قدراتهم على أمور كزيادة أعداد قوس قزح، فليس هناك ضمانة على ذلك. فماذا لو أقدم شاذ مهمل يحمل حقيبة ثقيلة على التقليل من كتلة الكوكب للحد من الجاذبية؟ حينها سنحلق جميعًا خارج المجال الجوي دون سابق إنذار. وهذا الأمر لا ينطبق على الزواج العادي لأنه يحدث طوال الوقت.
ظهور الكثير من قوس قزح
كما أشرنا سابقًا، نتج عن الاحتفالات التي أقيمت بالسماح بزواج المثليين زيادة في أعداد قوس القزح في كل مكان (وهو إشارة للحركة المطالبة بزواج المثليين)، ولكن قوس القزح لا يسبب أي أذى، صحيح؟
كلا! قد يبدو أمرًا مؤذيًّا انتشار احتفالات قوس قزح في كل مكان، ولكن ماذا عن تأثير ذلك على عيون كل من ينظر إليها؟ فشبكية العين تعتمد على المبصرات، وهي خلايا خاصة باكتشاف الضوء. ولأنها عضوية وتعتمد على العمليات الحيوية، فمن الممكن أن تصاب تلك المبصرات بالإجهاد إذا ما تعرضت إلى حافز ما لمدة طويلة. كما أن التعرض المتواصل لقوس قزح قد يعني إضعاف قدرة الناس على رؤية الألوان أيضًا، وهذا كارثي. فكيف سيعرفون متى يعبرون أو يتوقفون في إشارة المرور؟ أو أي الأسلاك يجب قطعها لمنع انفجار قنبلة؟
لا تقتصر الأضرار على الكبار بل تمتد أيضًا لتشمل الأطفال. فالقشرة البصرية داخل دماغ الأطفال تكون في طور النمو وهذا النمو يستند على ما يراه الصغار. فالتعرض المتواصل إلى الألوان الساطعة بالنمط ذاته قد يؤدي إلى إتلاف النظام البصري لديهم.
الإضرار بالطقس
إن السماح بزواج المثليين له نتيجة وحيدة جلية، المزيد من الزيجات. وهذا يعني المزيد من حفلات الزفاف. وحفلات الزفاف تعني تجمع أناس كثر في مكان واحد، وهو وضع يسبب بشكل طبيعي ارتفاعًا كبيرًا في درجة حرارة المكان، بالنظر إلى كم الحرارة التي تطلقها أجسادنا. كما أن العديدين يضطرون إلى السفر لحضور حفلات الزفاف، وهذا يعني استقلالهم المزيد من المركبات، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما سيسبب تغيرًا في المناخ.
وبصفة عامة، يمكن لمعارضي زواج المثليين تقديم حجج قوية بالإشارة ببساطة إلى مشكلة تغير المناخ.
الانزلاق في منحدرات غير أخلاقية
إن الغرض الرئيسي من الزواج هو الإنجاب، والزوجان المثليان لا يمكنهما الإنجاب. إلا أنه وبالنظر إلى أن السماح بزواج المثليين سيقلب طبيعة القوانين، فهذا يعني أن قوانين الطبيعة التي تمنع الأزواج المثليين من الإنجاب باتت باطلة ومعدومة الأثر الآن، لذا فربما يكون بمقدور الشواذ الإنجاب.
ثمة حجة أخرى وهي احتمالية الانزلاق في منحدرات غير أخلاقية، إذ إن السماح بزواج المثليين سيؤدي حتمًا إلى تعدد الزوجات، وإلى زواج المحارم، بل وربما حتى الزواج من الكلاب والقطط.
ماذا لو حدث ذلك؟ ماذا لو جرى السماح بزواج البشر من الحيوانات؟ هذا يعني احتمالية التناسل بين البشر والحيوانات، وسينتهي الأمر بامتلاء الأرض بكائنات هجينة نصف آدمية ونصف حيوانية! مما سيقضي على الحضارة البشرية.
بصراحة، إن معظم ما أوردناه ليس مرجح الحدوث بالضبط أكثر من كونه تفكيرًا مشتتًا لعقول خاوية!
عبدالرحمن النجار
(ساسة بوست)