أعلنت الحكومة التونسية عن إقالتها لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله الوصيف من مهامه، وذلك بسبب مراسلة أرسلها إلى مقدم برنامج إذاعي، يتهمه من خلالها بتحريف متعمد لمعاني القرآن، وبهدم الأمن الثقافي والعقدي، وبإنتاج خطاب مشابه للإيراني سلمان رشدي والجزائري محمد أركون.
ووفق بيان عممته الحكومة التونسية على وسائل الإعلام، السبت فإن عبد الله الوصيف لم يخبر الحكومة بمضمون المراسلة التي وجهها إلى الرئيس المدير العام للإذاعة الوطنية بشأن برنامج يقدمه المفكر يوسف الصديق، خاصة “وأنها تحتوي على استنتاجات واتهامات خطيرة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة”.
وزاد البيان أن الرسالة كانت “اجتهادًا شخصيًا وتصرّفًا فرديًا من قبل رئيس المجلس”، إذ لم يعمل على “جمع أعضاء المجلس لمناقشة موضوع على غاية من الأهمية والحساسية يتطلب التحري والتثبت والتروي قبل اطلاق الاستنتاجات والأحكام”، متحدثًا عن أن الوصيف تجاوز كذلك الصلاحيات المخولة للمجلس.
وحسب بيان الحكومة، فصلاحيات المجلس تتمثل في قديم الاستشارة في المسائل والقضايا التي تعرضها عليه الحكومة وتقديم المقترحات والتوصيات المتعلقة بحماية الشخصية الوطنية، وإبداء الرأي في برامج التعليم في الجامعة الزيتونية وبرامج مادة التربية الدينية في المعاهد، والسهر على سلامة المصاحف القرآن، وإصدار مجلة الهدايا.
وكان الكاتب البريطاني سلمان رشدي قد صدرت في حقه فتوى بالقتل من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني، بسبب إصداره لكتاب “آيات شيطانية” المثير للجدل، أما محمد أركون، فهو فيلسوف جزائري، توفي عام 2010، وكانت له عدة آراء مثيرة للجدل، منها دعوته إلى أنسنة القرآن وإعادة قراءته.