ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن المملكة المتحدة ساهمت بفعالية في خلق كارثة إنسانية في اليمن، وبالتالي تحويل أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط إلى سوريا جديدة.
فقد أعلنت الأمم المتحدة، مؤخرا، أقصى حالات الطوارئ الإنسانية في اليمن، إذ يحتاج أكثر من 21.1 مليون شخص (أي 80% من تعداد السكان) إلى مساعدات، ويعاني 13 مليون شخص من نقص في الأغذية، و9.4 مليون شخص من قلة المياه.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، قبل أسبوعين، تفشي وباء حمى الضنك في اليمن، وتسببه في حدوث وفيات، وتضرر أكثر من ثلاثة آلاف شخص منذ مارس الماضي، جراء تردي الأوضاع الصحية والخدمية وانعدام مياه الشرب نتيجة انقطاع الكهرباء.
وألقت وكالات الإغاثة باللوم في المقام الأول على الائتلاف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ويشمل دولا مثل قطر والإمارات العربية المتحدة ومصر، والمدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، الذين أدى حصارهم الجوي والبحري إلى تفاقم الأوضاع سوءا في اليمن الفقير بالفعل.
فقد بدأ الائتلاف هجومه في أواخر مارس الماضي، عندما دخل السعوديون وحلفاؤهم في الصراع الأهلي اليمني إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي ضد حركة التمرد الحوثي الشيعية في الشمال المدعومة من إيران، وتمثل هذه الحملة اتحاد قوات أغنى الدول العربية لقصف وتجويع أفقرها، وذلك بمساعدة اثنتين من أغنى وأقوى دول العالم، على حد قول الموقع.
ومنذ البداية، تعهدت الحكومة البريطانية بمساعدة السعوديين “بكل وسيلة فيما عدا المشاركة بالقوات”، وتضمن ذلك الدعم اللوجيستي والتقني المستمر للقوات الجوية السعودية (التي تستخدم من الطائرات الحربية بريطانية الصنع في حملة القصف ضعف عدد الطائرات التي تتوفر لدى كامل سلاح الجو الملكي البريطاني)، بالإضافة إلى مواصلة إمداد الذخائر، وأيضا عمل موظفي اتصال القوات البحرية الملكية البريطانية جنبا إلى جنب مع نظرائهم السعوديين في فرض الحصار على اليمن.
واعتبر الموقع أن الإعلان الأخير من جانب المملكة المتحدة بالتبرع بـ40 مليون جنيه إسترليني، استجابة لنداء الاستغاثة الأممي، للمتضررين في اليمن، بمثابة إهانة، إذ يعد هذا المبلغ قطرة في بحر من الاحتياجات لمعالجة كارثة تسببت الحكومة البريطانية في خلقها.
ولفت الموقع إلى أن تنافس الرياض وطهران ينبع في الأساس من السعي إلى الاستحواذ على القوة الإقليمية وليس الدين، لكنه الآن يسير في اتجاه العنف والطائفية بشكل صريح، ومن خلال دعمها السعوديين في الحرب ضد الحوثيين، فإن بريطانيا تدفع كلا من اليمن والمنطقة ككل إلى عمق الهاوية.
واختتم الموقع بالقول إن السياسيين والمحللين في لندن يناقشون أفضل طريقة لمعالجة مشكلة الإرهاب في الشرق الأوسط منذ الهجوم الإرهابي المزدوج، الذي استهدف فندقين بمدينة سوسة التونسية، والذي خلف 39 قتيلا وحوالي 40 جريحا، لكن الحل الأمثل يتمثل في ضرورة وقف الحكومة البريطانية تأجيج الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والمساهمة في خلقه.