(ماذا يمكن أن يفعل المسلمون لتبرئة الإسلام مما يفعله داعش)، سؤال طرحه المدعي العام السابق بشمال غرب بريطانيا، نظير أفزال، تعليقًا على وقائع القتل التي شهدتها تونس الجمعة الماضية التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.
يقول أفزال، في مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن مسلمي بلاده يخططون للخروج في مسيرات، بعد رمضان، للتنديد بوقائع العنف التي تحدث باسم الإسلام، لافتًا: “المسلمون أكبر ضحايا داعش؛ فهم يحاربون الجهاديين في سوريا والعراق وليبيا ويموتون بقسوة على مدار الساعة على يد التنظيم”.
أما عن دور القيادات المسلمة في بريطانيا، فيشير المدعي العام السابق: “يوجد 13 مسلمًا، من بينهم 8 سيدات، أعضاء بالبرلمان، ولكنهم يتحدثون عن ناخبيهم وليس عن الدين، بينما لا يرى الأئمة دورًا لهم أكثر من الصلاة والعناية بالمسجد، مع وجود استثناءات قليلة”.
بينما لا تتمتع الكيانات المسلمة الأخرى، مثل المجلس الإسلامي في بريطانيا، بموثوقية كبيرة من الدولة أو من الجاليات، وفقًا لـ “أفزال” الذي أوضح: “مسلمو لندن يشكلون 10% من السكان ويعبرون عن أكثر من 50 جنسية، كذلك فإن تعدد الطوائف خلق مجموعات متعددة الخلفيات لا تستطيع التوافق على مواعيد الأعياد الدينية” وهو ما يجعلها لا تحظى بتأثير واسع النطاق.
وينبه الكاتب: “نحن نواجه بعض التحديات الحقيقية التي تتجاوز تهديد الجهادية؛ ففي عام 2014 أشارت إحصاءات إلى أن 14% من مسجوني بريطانيا مسلمون، أي أكثر من 12 ألف شخص، من بينهم 200 مسجون على خلفية اعتداءات متعلقة بالإرهاب“.
ويضيف: “واحد من كل 4 شباب مسجونين في إصلاحيات الأحداث مسلمٌ، كذلك فإن المسلمين متورطون، على نحو غير متكافئ، في تجارة المخدرات وتشغيل الأطفال في الدعارة، وما يقلقني بشدة هو عدم وجود قيادات لتلك الجاليات لديها القدرة على إثارة تلك التحديات“.
ويرى العديد أن وجود قيادات للجاليات الإسلامية غير مفيد؛ لأنه “يشجع السلطات على اتهام المشتبهين الاعتياديين بدلًا من البحث عن المشتبهين الحقيقيين؛ إذ فشلت الحكومة في بناء قاعدة شعبية بسبب تركيزها على المنظور التاريخي فقط لتلك الكيانات“.
ويقترح الكاتب بعض الأمور التي يرى أنها من الممكن أن تساعد في معالجة نقص القيادات المسلمة، فيقول: “نحتاج أن نتخلص من تركيز الجاليات المسلمة على أنها تعيش دور الضحية، فرغم أن كراهية الغرب للمسلمين حقيقة يعيشها الآلاف، إلا أننا نُعرف بالأشياء التي فعلناها وليس بالأشياء التي فعلها الآخرون لنا“.
ويستطرد: “فلننظر إلى أولئك المهاجرين من اليهود أو الأيرلنديين الذين أدمجوا أنفسهم في المملكة المتحدة؛ لقد ركزت قياداتهم على أن الشعوب ستحيي ذكرى الضحايا بضعة أيام في السنة، مثل ضحايا مذبحة سربرنيتسا، ولكن دورك كضحية لن يعرفهم بهويتك كاملة“.
الأمر الثاني، الذي رأى “أفزال” ضرورة التخلص منه هو الاعتماد على القادة الذين لا يملثون الجاليات، مشيرًا: “أغلب المسلمين أقل من 25 عامًا، ونساء، ودخولهم قليلة، بينما تكبرهم القيادات في السن ويرتفعون عنهم في الدخل، فضلًا عن أنهم رجال لا يتحدثون نيابة عن المسلمين النمطيين؛ لأنهم ليسوا مسلمين نمطيين“.
ويستكمل المدعي العام: يجب أن نتوقف عن انتقاد بعضنا البعض وأن نعطي الأدوات للأجيال القادمة حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم قبل أن يأتي المتطرفون ويختارون لهم طريقًا آخر، وأن ندفع الزكاة لأهداف أكبر من بناء المساجد مثل انتشال شخص من الفقر وتعليمه وتوظيفه وحمايته من الأذى.
“ما نحتاجه هو القيادة الصحيحة“، هي الجملة التي اختتم بها “نظير أفزال” مقاله، موضحًا: “إصدار بيان صحفي عند وقوع حادث مروع ليس بديلًا عن القيام بشيء حقيقي على الأرض“.