قال موقع “انترناشيونال بوليسي دايجست” الأمريكي، إن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعرض لتهديد كبير وخفي من أنصاره والحاشية المحيطة به بسبب عقليتهم، فضلا عن الفساد المستشري بمؤسسات الدولة.
وأضاف الموقع، في تقرير تحت عنوان “عرش السيسي في خطر”، إن مؤسسات الدولة التي عفا عليها الزمن تعمل على دعم موقف السيسي عالميا والترويج لمشاريعه المحلية، لكن بسبب العقليات الانعزالية التي تدير هذه المؤسسات، أصبح دورها يمثل تهديدا خفيا لسلطة السيسي.
وأوضح الموقع أن مؤسسات الدولة في الماضي عملت تحت القيادة الاستبدادية لمبارك الذي استطاع نظامه توظيفها لمصلحته، لكن مع السيسي، فإن تفشي الانحراف واللاعقلانية التي تحيط بنظامه يتعارض مع مصالحه.
وصنف الموقع “حاشية” السيسي لمعسكرين، الأول مؤسسات الدولة كالأجهزة الأمنية والقضاء والسلك الدبلوماسي والجيش، بينما يضم المعسكر الآخر شخصيات الحزب الوطني السابق وكبار رجال الأعمال الذين يتحكمون في وسائل الإعلام.
وأوضح أن مؤسسات الدولة هرمة ومقيدة بسبب الفساد المستشري بها والعقليات الانعزالية التي أعاقت تطورها، مشيرا إلى أن هذه العقلية قهرت المنطق وقاومت الإصلاح، حتى أن المحاولات القليلة لتنفيذ حلول تقدمية حديثة على رأس هذه المؤسسات قد تم رفضها.
وضرب الموقع مثلا بالعالم المصري الدكتور عصام حجي مستشار الرئيس الذي انتقد اختراع علاج الإيدز الذي أعلن عنه الجيش ونتيجة لذلك اتهمته مؤسسات الدولة بأنه جاسوس أمريكي وعضو بجماعة الإخوان المسلمين وأنه يسعى لزعزعة الأمن القومي المصري.
ويضيف الموقع: العقلية نفسها اقترحت إغلاق الإنترنت في مصر يوم 28 يناير 2011 على افتراض أن ذلك من شأنه دحر المتظاهرين، وهي التي نصحت السيسي باصطحاب مجموعة من الفنانين المحليين معه إلى ألمانيا على افتراض أن ذلك من شأنه أن يغير الرأي العام الألماني حول الفظائع التي ترتكب بمصر.
وذهب الموقع للقول إن وسائل الإعلام في مصر غارقة في شبكة مصالح بين الحكومة وكبار رجال الأعمال الذين يجبرون الصحفيين والإعلاميين على نشر تغطيات إيجابية.
واعتبر الموقع أن المشكلة في مصر هي اللاعقلانية والهراء الذي طغى على إعلامها؛ إذ يتنافس مقدمو البرامج بمصر في ذلك، ومنهم أحمد موسى مقدم البرامج الشهير المؤيد للسيسي والذي قال إن جماعة الإخوان المسلمين دفعت أموالا لوسائل الإعلام الألمانية لانتقاد السيسي.
يقول الموقع إن هذه النماذج من الصحفيين والإعلاميين لا يحتاجون لتعليمات أو توصيات من النظام فدعايتهم الرخيصة والمثيرة للشفقة ترضي بالفعل غرور القادة لكن ليس بالضرورة أن تفعل ذلك مع العالم.
ورأى الموقع أن مشهد زيارة السيسي لألمانيا في يونيو الماضي لخص جهود كلا المعسكرين لتحسين صورة الرئيس عالميا، لافتا إلى أن الأساليب التي عفا عليها الزمن مدعومة بدعاية إعلامية تفتقد للمصداقية قد أنتجت ببساطة هذا المشهد الغريب.
وتابع: في 2015، يعتقد المسؤولون في مؤسسات الدولة المصرية أنه يستطيعون خداع العالم باستخدام نفس الأساليب التي استخدمها أسلافهم في خمسينات القرن الماضي.
ويوضح الموقع أن السيسي غير قادر على السيطرة علي هذه المؤسسات لأسباب متعددة منها عدم رغبته أو عدم قدرته على إدراك خطورتها.
وختم الموقع بالقول: سيدرك النظام المصري هذه النكبة عندما يقل دعم المجتمع الدولي له و ينفد صبر المصريين ويدركون أن لم يتحقق أي تقدم في أي مجال بما في ذلك الأمن، وعندها سيكون الوقت قد تأخر جدا على الإصلاح.