نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلي تقريرا انتقدت فيه الحكومة المصرية واتهمتها بأنها المسؤول الأول عن دماء الجنود التي سالت على أراضي سيناء، بعد أعوام من الفراغ الأمني والإهمال.
وقالت الصحيفة، في تقريرها بعنوان ” كيف خسرت مصر سيناء قبل وقت طويل من هجمات داعش”، إن مصر تدفع الآن ثمن هذه العقود الطويلة من الإهمال لشبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي.
وأوضح التقرير أن الهجوم المنسق الذي وقع صباح يوم الأربعاء الماضي ضد ما لا يقل عن 10 أهداف عسكرية بشمال سيناء، باستخدام سيارات مفخخة، هو نفسه التكتيك الذي اتبعه تنظيم الدولة “داعش” في سوريا والعراق، والذي استطاع من خلاله السيطرة على مناطق واسعه و تثبيط الروح المعنوية لدى الجيش السوري والعراقي.
وألمحت الصحيفة إلى تنفيذ هذه التكتيكات، جاءت بمثابة ضربة مدمرة للجيش المصري ، الذي يعد من الناحية النظرية الأفضل تنظيما وتجهيزا، مشيرة إلى أن هذه الضربات لم تكن مفاجئة.
ورأت أن الحل العسكري للرد على زيادة النشاط الجهادي بسيناء كان محدودا للغاية، زاعمه أن نادرا ما كانت تُرسل وحدات من النخبة مزودة بأسلحة أمريكية متقدمة، بل يتم نشر كتائب من المجندين الأمنيين بأسلحة عفا عليها الزمن ترجع للحقبة السوفيتية.
وعادت الصحيفة لتؤكد على أن مصر تدفع ثمن إهمالها لسيناء بدماء جنودها، لافتة إلى الخراب الذي لحق بالعريش والفنادق الموجودة بشبه الجزيرة، مشيرة إلى أن إسرائيل تتحسر على ذلك خاصة عندما تتذكر الشواطئ الذهبية لمستعمرة “الياميت” التي أنشأتها عام 1967.
وأوضحت أن ما يزيد من هذا الإهمال هو عدم التجانس والوحدة بين سكان سيناء بعضهم بعضا، فبعضهم من البدو وبعضهم من الفلسطينيين الذين يعيشون على مقربة من الحدود مع قطاع غزة، فضلا عن أن الحكومة لم توفر للسكان فرص العمل المناسبة كما وعدتهم ، وهو بطبيعة الحال ما أشعر عدد كثير من السكان بعدم الولاء للحكومة.