طالبت حركة حماس في قطاع غزة، عبر وسطاء، الجانب الإسرائيلي، بعدم استهداف مواقعها خلال عمليات الرد التي تشنها إسرائيل على القطاع بعد إطلاق القذائف الصاروخية التي تنفذها مؤخرا المجموعات السلفية في القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وأوضحت الحركة في قطاع غزة للوسطاء أنه في حال قام الطيران الإسرائيلي باستهداف مواقع الحركة، فستقوم بالرد، ما معناه أن التهدئة التي أبرمت العام الماضي بين الطرفين قد تنهار.
وجاء الطلب بعد حالة من الغضب سادت في أوساط الجناح العسكري للحركة، والذي أعلن بعض مسؤوليه للقيادة السياسية أنهم لن يستطيعوا الاستمرار بحالة ضبط النفس، إذا ما تكررت الغارات الإسرائيلية على مواقعهم ردا على الصواريخ التي يطلقها السلفيون.
وأوضح عناصر الجناح العسكري أنهم لن يخلوا مواقعهم العسكرية، وانه قد تترتب ردود عسكرية في حال استمرار استهدافهم من قبل الطيران الإسرائيلي.
وتقول مصادر في حماس إن الجانب الإسرائيلي تلقى الرسالة وانه بعد إطلاق الصاروخ الأخير قبل أيام من قبل السلفيين، قام طيرانه باستهداف المنصة ومحيط المنصة التي استعملت لإطلاق القذيفة الأخيرة ولم يستهدف عشوائيا مواقع كتائب القسام.
مصادر حماس أوضحت أن الجانب الإسرائيلي تقبل الرسالة وهو يدرك أن الحركة ملتزمة بالتهدئة ومعنية بالحفاظ عليها وأن الأولوية هي إعمار القطاع، وأن أجهزة حماس تبذل كل جهدها للحفاظ على التهدئة ومنع إطلاق الصواريخ من القطاع.
مصادر أمنية في القطاع أوضحت أن هذه التفاهمات تكتسب أهمية كبيرة في ظل إصرار السلفيين على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية وخاصة في ظل الإعلان الرسمي لتنظيم الدولة الاسلامية أنه يدعم المجموعات السلفية في قطاع غزة من جهة، ويتوعد حركة حماس بأنه سيستهدفها إذا ما استمرت بملاحقة العناصر الجهادية السلفية.
وجاء في بيان الدولة الإسلامية المصور أن التنظيم سينتهج مع عناصر حماس في القطاع نفس العنف الذي اتبعه مع مقاتلي الحركة في مخيم اليرموك.
هذا التطور الأخير يعني أن التحدي الذي شكلته المجموعات السلفية لحركة حماس وأجهزتها الأمنية أصبح أكثر خطورة وبالتالي، وفي سياق التفاهمات المصرية – حمساوية، والمصرية – إسرائيلية، والإسرائيلية – حمساوية، سيمتنع الجانب الإسرائيلي من زيادة الضغوط على حماس طالما التزمت الحركة بالتهدئة، وبغية عدم عرقلة جهودها الأمنية في مواجهة السلفيين بحلتهم الحالية أو بحلتهم الداعشية الجديدة اذا ما تُرجم إعلان داعش من سوريا يوم أمس إلى تطورات ميدانية على أرض قطاع غزة.
هذا وتواصل حماس في الأيام الأخيرة تقييم الموقف جراء استمرار السلفيين خرق التهدئة مع إسرائيل وذلك رغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحركة وأجهزتها الأمنية في مختلف أنحاء القطاع. استمرار إطلاق الصواريخ من ناحية، ودخول داعش على خط المواجهة في القطاع، قد يخلط الأوراق وقد يجر المنطقة إلى مواجهة جديدة لا ترغب بها حماس وإسرائيل، على الأقل، في هذه المرحلة. إعلان داعش تبنيه الجماعات السلفية في قطاع غزة، هو لا شك تطور هام يجبر كل من إسرائيل وحماس على اتخاذ تدابير مختلفة لكنه يجبر الطرفين على دراسة خطوتهما بشكل أكثر دقة وحساسية.