نشرت صحيفة ” لكسبريس” الفرنسية تقريرا عن الهجوم الدموي الذي شهدته مدينة الشيخ زويد المصرية أمس الاربعاء وقتل خلاله العشرات من عناصر الجيش المصري والمسلحين المهاجمين معلقه على الحادث بالقول ” تبدو هذه المنطقة، المحرومة لسنوات، عاجزة عن التغلب على الجهاديين في ظل السياسة القمعية ” لافتة إلى أن الجيش المصري قٌوض مرة أخرى داخل شبه جزيرة سيناء.
وفي تقريرها كتبت الصحيفة.. يحدها البحر الأحمر ، وقناة السويس، والبحر المتوسط، فشبه جزيرة سيناء منطقة ينعدم فيها القانون منذ عدة سنوات، فهي منطقة مواتية لعمليات التهريب بسبب الوجود الضعيف للجيش.
فمنذ اتفاق السلام الذي وقع عام 1979 بين مصر وإسرائيل، ظلت سيناء منزوعة السلاح، واعتبر أهلها من قبل الجيش ” مخبرين للإرهابيين وجواسيس ومهربين” بحسب الباحث عمر عاشور في حديث لصحيفة “ليبراسيون” عقب هجوم سابق.
جهاديون عادوا من افغانستان وسوريا
هذه المنطقة الصحراوية، يقطنها نحو 400 ألف من السكان، وتقع على طول الحدود الإسرائيلية، في 2011 ما بعد الثورة زاد الاضطراب في المنطقة بسبب جماعة “أنصار بيت المقدس” التي اعتمدت على مئات الجهاديين من أفغانستان وجندت عناصر من البدو المهمشين، وبعد ذلك بعامين، انضم إليها مقاتلون من سوريا.
ووفقا للمحلل عمر عاشور “حولت السياسة التي يعتمدها النظام الحاكم في سيناء، وطريقة تنفيذها من قِبل البيروقراطيات الأمنية والعسكرية، المشكلة الأمنية المحدودة إلى حالة تمرد محلي مُسلح”.
السكان عالقون بين الجيش وداعش
الهجمات التي كانت محدودة في البداية لـ”أنصار بيت المقدس” تضاعفت منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتخب من قبل الجيش في يوليو 2013.
وبعد الهجوم العنيف الذي وقع في أكتوبر 2014، رد الجيش بتدمير مئات المنازل القريبة من الحدود مع قطاع غزة، لخلق منطقة عازلة، وأجبر الآلاف من السكان على تركها؛ كما فرض حظر التجول، وقطع الاتصالات .
القمع المكثف لم يأت بأي تأثير على الجماعة المسلحة التي تعهدت بالولاء لـ”تنظيم الدولة الإسلامية” في نوفمبر عام 2014. وبعد ذلك أطلقت على نفسها اسم “ولاية سيناء” وبايعت “داعش”.
وقال أحد أهالي العريش “الكتيبة 101.. هي قاعدة عسكرية مركزية بالعريش يعود وجودها إلى 1980. وكانت أحد أهداف الهجمات على الضاحية، أما 102.. فهو الاسم الشائع الذي يطلقه أهالي سيناء على كبرى المجموعات المسلحة التي لها نشاط هناك ونحن عالقون بين الجانبين”.
الهجمات السابقة للجماعة المسلحة في فبراير 2015 تشير إلى أن “لديها جواسيس قادرون على رصد كل تحركات الجيش’، تشير “لوموند” الفرنسية وما يؤكد ذلك تنفيذ ضباط سابق انشق عن الجيش الهجوم الذي استهدف كرم القواديس في 24 أكتوبر .
وفي مواجهة تكتيكات حرب العصابات، يقوم الجيش بقصف مواقع للجهاديين في بلدة الشيخ زويد، وذلك باستخدام مروحيات أباتشي و”اف 16”.
وبعد إعلان الحكومة المصرية الأربعاء عن “قانون جديد لمكافحة الإرهاب”، عقب يومين من وفاة النائب العام هشام بركات في هجوم وسط القاهرة، وقتل تسعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في غارة لقوات الأمن بالعاصمة المصرية أيضا، لا يبدو أن مصر عبد الفتاح السيسي، تعلمت من دروس الفشل القمعية.