عاد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، ليل الأربعاء، إلى تونس قادماً إليها من باريس، حيث رحّلته سلطات الاحتلال بعد احتجاز قواتها العسكرية لإحدى سفن أسطول الحرية الثالث.
وكان في استقبال المرزوقي حشد من أنصاره، ومن المواطنين التونسيين، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع مشاركة رئيس دولة، لم يتعد على خروجه من السلطة إلا بضعة أشهر، بمواجهة سلطات الاحتلال عبر “تجربة أسطول الحرية”.
وأكّد المرزوقي، أنه مدين لكل التونسيين الذين تعاطفوا معه، ومع القضية الفلسطينية، وأنه ذهب في هذه الرحلة باسمهم جميعاً، مشيراً إلى أن “الغاية كانت إنسانية نبيلة هدفها رفع المظلمة عن قرابة مليوني محاصر” وأنّ الرحلة لم تكن بهدف مناصرة شق سياسي معين، وإنما كانت انتصاراً لشعب مظلوم، سيواصل النضال من أجله دون رغبة في أي كسب سياسي.
ورد المرزوقي على بعض الذين روّجوا أنه رُحّل إلى فرنسا لأنه كان يحمل جوازاً فرنسياً، بالقول إنه لا يحمل إلا جوازاً تونسياً، وأنه لا يملك إلا الجنسية التونسية، معتبراً أنّ “الشيء المحزن الوحيد على امتداد الرحلة كان خبر الاعتداء الإرهابي على مدينة سوسة”.
ولفت الانتباه حضور “اعتداءات سوسة الإرهابية” على ظهر السفينة السويدية نفسها، فمع الرسالة التي وجهها المرزوقي من عرض البحر حال علمه بالحادثة، والتي عبّر فيها عن حزنه تجاه ما حدث في مدينته، فاجأه الضباط الصهاينة الذين كانوا يفاوضون السفينة لحظة محاصرتها، ووجّه إليه أحدهم لوماً لأنه يتجه للتضامن مع “أولئك الذين يحملون نفس الأيديولوجيا لمرتكبي جريمة سوسة على شاطئها”، وتُظهر صور القناة الثانية العبرية أن المرزوقي كان يبتسم بتهكم على أقوال ضابط الاحتلال.
وتُظهر الصور ذاتها، أن المفاوضات التي كان يقودها، النائب العربي في الكنيست، باسل غطاس، تحولت لاعتداء من قبل الجنود الإسرائيليين على بعض النشطاء، الذين كانوا على متن السفينة، بالصواعق الكهربائية قبل القبض عليهم، واقتياد السفينة إلى ميناء أسدود، ما يكذب الرواية التي راجت من أن السفينة استسلمت بهدوء، وأن الإسرائيليين لم يعتدوا على السفينة ومن فيها.