كشفت مصادر ديبلوماسية عربية عن استياء سعودي كبير من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لعدم تجاوبه مع جهود تبذلها الرياض، من اجل ابرام مصالحة جديدة بين حركتي فتح وحماس.
وأكدت أن هذا الاستياء شمل قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، الذي ثبت تحريضه من وراء ستار على عدم التعاطي مع المبادرة السعودية. وقالت المصادر إن عباس سارع إلى استشارة السيسي حول إمكانية الدخول في عملية المصالحة، لكن الأخير تعامل بسلبية مع هذا الموضوع، إذ شدد على ضرورة إبقاء ملف المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية بيد القاهرة، وهو ما أثار حفيظة الرياض وغضبها الشديد.
ولم تستبعد المصادر أن يكون للسعوديين موقفا حاسما من هذا الموضوع في غضون الفترة المقبلة.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد كشف في وقت سابق عن مساع تبذلها السعودية للتوصل إلى اتفاق جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأفاد هنية أن الحركة ترحب بتجديد جهود المملكة العربية السعودية من أجل تطبيق المصالحة، مؤكدا أن للرياض دورا كبيرا في تحقيق المصالحة وتطبيق اتفاق “مكة 1”. وأشار إلى أن حركته جاهزة لاستئناف المباحثات حول ملف المصالحة، مشددا على التزامها بالاتفاق الموقع.
يذكر أنه تم التوصل إلى “اتفاق مكة” بين حركتي “فتح” و”حماس” في الـ 8 من فبراير/شباط 2007، برعاية العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقد أسفر الاتفاق عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن هذا الاتفاق انهار بعد عدة أشهر إثر عودة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين وانتهت بسيطرة “حماس” على القطاع.