نشرت صحيفة ” دير شتاندارد” الألمانية تقريرا لمراسلها في مصر “أستريد فريفيل”، أشار في إلى أن العمل كمخبر هو أمر معتاد فى مصر كدولة بوليسية، ولم يتغير الأمر منذ عصر مبارك إلى الأن، فلا يوجد فى مصر قانون خاص ينظم حماية البيانات الشخصية، وتقوم مهنة البواب فى مصر على توفير الأمن ، وتتطلب غالبا تشكيل شبكة تأمر كاملة فى الشارع”.
وتلفت الصحيفة الالمانية إلى أن مراسلها اعد التقرير بعدما عاش لحظات مع أحد البوابين المصريين فى وسط القاهرة، خلال تواجده في أحد أقسام الشرطة المصرية ولاحظ كيف يمتلك البواب معلومات شخصية مفصلة عن معظم الاشخاص داخل وخارج العقار.
وقالت الصحيفة إن من الشروط الأساسية لمهنة البواب فى مصر هى “التجسس” على البيانات الشخصية لقاطنى العقار ومراقبة سلوك الأشخاص، بالداخل والخارج، إما من أجل أمن العقار ذاته، أو لصالح الشرطة المصرية فى الحصول على معلومات.
وأضاف المراسل أنه وقت تواجده فى منتصف الليل فى قسم شرطة محلي على مقربة من وسط القاهرة إثر حادث سرقة وقع فى وسط القاهرة، تم استدعاء خالد، الذي يعمل بوابا في عقار مجاور، كشاهد، وانطلقت منه الأجوبة بطريقة سريعة جدًا وتفصيلية.
وقال المراسل، الذي يجيد اللغة العربية بحكم عمله فى مصر: “لا يمكننى أن أفسر كيف يعرف البواب كل هذه المعلومات الشخصية، ولكنه أوضح لي أنه يعرف أسماء وأرقام هواتف الناس الذين يمتلكون أو يستأجرون شقة فى العقار”.
ووفقا للتقرير، فإن خالد همس مرارا فى أذن الضابط المناوب، على نحو يوضح بوجود تقارب خاص جدا بينهما.
وتطرق التقرير أيضاً إلى الدور الأمنى المرتبط بمهنة البواب، موضحًا دور البواب فى حماية الشوارع أثناء ثورة يناير 2011، عندما كانت الشرطة قد انسحبت من الشوارع ومراكز الشرطة، شكل البوابون خلال الأيام الأولى من الثورة حماية، حيث طوقوا الشوارع بجذوع الأشجار كمتاريس وقاموا على حماية المواطنين بنظام إنذار متطور.
ومضى يقول: “البواب لديه كتالوج عريض من المهام مثل كنس السلالم وغسل السيارات وشراء الصحف والقيام بإصلاحات صغيرة وعمل مهام أخرى للسكان، ويتقاضى بقشيشا، بجانب أجره الأصلي، ويكون يقظًا على مدار24 ساعة، واضعا عينيه وأذنيه في كل مكان، فاحصا المستأجرين وخاصة الجدد ويراقب عاداتهم بشكل تام، ويسأل الغرباء الذين يريدون السكن فى المنزل- أسئلة من نوعية لمن تريدون السكن؟ وعن ماذا تبحثون هنا؟”
وأشار إلى تشابه مهنة حارس العقار، في بعض جوانبها، مع مهنة الشرطي الأخلاقي، فهو يهتم بالتزام جميع السكان بالقواعد التي تطبق في المجتمع المحافظ، ويمكن أن يقدم للأجانب المزيد من التسامح لإختلاف العادات والتقاليد.
وتناول ظاهرة النظام المجتمعي الطبقي فى مصر، مشيرًا إلى أن البواب يقف دائمًا على مستوى إجتماعى منخفض للغاية فى ظل النظام الطبقي الاجتماعي الصارم فى مصر، مستشهدًا برواية “عمارة يعقوبيان” المترجمة إلى عشر لغات، والتى كتبها الروائى “علاء الأسوانى”، والتي أبرزت الفجوة الإجتماعية من خلال استبعاد ابن البواب من أكاديمية الشرطة على الرغم من تفوقه الدراسي، مما أدى به إلى الانجراف التدريجي إلى التطرف.
وتعتبر حراسة العقار مهنة لها جذور راسخة فى المجتمع المصري، وهي متوفرة في معظم البيوت، لاسيما الأحياء الراقية وما زالت الصورة النمطية للبواب متواجدة بشكل جزئي، وتتمثل قي رجل يرتدي جلابية، وعمامة بيضاء، قادما من الصعيد،. كما يأتي الكثير من مناطق ريفية أخرى، مثل الدلتا، للعمل فى حراسة العقارات في العاصمة القاهرة، والعيش بعيدا عن منازلهم، وغالبا دون عائلاتهم، في غرف صغيرة كالزنازين، وينتقلون أثناء الإجازات الرسمية فقط إلى قراهم في البلاد.