وصلت الحرب الأهلية في سوريا إلى نقطة تحول بالنسبة لواحد من أكثر الأنظمة استقرارًا وتحالفًا مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويقوم الجيش الأردني بتنفيذ خطط لإنشاء منطقة عازلة إنسانية في جنوب البلاد، وفقًا لتقرير أعده كل من وسام جونز، رولا خلف، واريكا سليمان، لصحيفة فاينانشال تايمز.
وسيكون من شأن عملية الجيش الأردني إقامة ممر إنساني إلى المحافظات السورية الجنوبية، درعا والسويداء. ويعد نظام الأسد هو المسيطر اسميًا على هذه المحافظات حاليًا. ولكنّ هجومًا منسقًا للثوار، يشمل في جزء كبير منه مقاتلين من فرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، أثار القلق في الأردن من حدوث انسحاب واسع النطاق للنظام السوري من المنطقة، ومن إثارة الفوضى على طول الحدود.
ولدى الأردن مخاوف من أن الجهاديين قد يؤسسون موطئ قدم دائم لهم على طول حدود البلاد مع سوريا، أو استخدام المنطقة لشن هجمات على الملكية المؤيدة للولايات المتحدة بشكل عام. وكما ذكرت الصحيفة، يريد القادة الأردنيون “تجنب” إدلب أخرى في المنطقة، في إشارة إلى انسحاب نظام الأسد من المدينة الشمالية في مواجهة الثوار في شهر مارس.
ومن المرجح أن تشمل منطقة السيطرة مدينة درعا السورية، وسوف يحرسها الثوار المعتدلون المدعومون من الولايات المتحدة والأردن، جنبًا إلى جنب مع المزيد من الدعم العسكري الأردني المباشر.
وتشكل منطقة جنوب سوريا كامل الحدود الشمالية للأردن، ومن الممكن أن تمتد أي فوضى فيها بسهولة عبر الحدود إلى المملكة. وتقع درعا نفسها على بعد 45 ميلًا فقط من العاصمة الأردنية، عمان.
ويعد الجيش الأردني بشكل عام، والقوات الخاصة الأردنية على وجه الخصوص، من بين القوى المقاتلة الأكثر فعالية في المنطقة. ويحافظ الأردن على علاقة عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة، وشاركت القوات الخاصة الأردنية في العمليات في أفغانستان. وقد أثبتت القوات الخاصة الأردنية أيضًا أنها بارعة في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية.
ومن جهة أخرى، يعد الأردن عضوًا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وقد أجرت طائراته الضربات الجوية ضد معاقل الجماعة المسلحة في كل من العراق وسوريا. وفي بداية فبراير، أطلق الأردن عشرات الضربات في سوريا بعد إحراق طياره، معاذ الكسابسة، حيًا على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعكس استعداد الأردن للتدخل بشكل مباشر في سوريا القلق الإقليمي المتنامي من حالة الفوضى في سوريا؛ حيث قتل قرابة 320 ألف شخص على مدار حرب أهلية تجاوز عمرها الأربع سنوات. وأفادت مصادر صحيفة تركية أيضًا بأن أنقرة تفكر بجدية في تنفيذ عملية برية ستؤدي لإنشاء منطقة عازلة إنسانية على طول الحدود التركية في شمال سوريا.
وسوف تهدف العملية التركية إلى الحد من قدرة الأكراد السوريين على الإعلان عن إنشاء دولة مستقلة خلال حربهم ضد داعش، ووقف تدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.
وقالت صحيفة “ترك برس” في تقرير لها هذا الأسبوع: “في أعقاب الامتداد الكردي المتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي السورية (PYD) وعناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المدعومين بغطاء جوي من قبل قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولخشية القيادة التركية من محاولات إنشاء الدولة الكردية في المناطق الشمالية لسوريا، وردت أنباء في عدد من الصحف المقربة من الحكومة التركية عن بدء الجيش التركي بالتحضير للعملية العسكرية المحتملة خلال أيام، وذلك بأمر من القيادة السياسية”.
وأضاف التقرير: “تأتي هذه الخطوة عقب تلقي الاستخبارات التركية أنباءً تفيد بوجود مشروع إقامة ممر كردي يصل منطقة شمال العراق بالبحر الأبيض المتوسط، مرورًا بالمناطق التي تسكنها غالبية التركمان والعرب من مواطني سوريا”. وأكد إبلاغ القيادة السياسية تعليماتها لرئاسة هيئة الأركان التركية بخصوص تجهيز خطة عسكرية لدخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية، ومنع إقامة مثل هذا الممر، وإنشاء مناطق عازلة بين سوريا وتركيا على مسافة تقدر بـ 110 كيلومترات، وبعمق يتراوح بين 28 إلى 33 كيلومتر.
ومن جهتها، أشارت إسرائيل كذلك إلى أنها قد تكون على استعداد للتدخل في جنوب سوريا من أجل حماية الأقلية الدرزية في البلاد، إذا ما هدد الجهاديون أو نظام الأسد في أي وقت بقاء هذه الأقلية الدينية في المناطق القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
بزنس إنسايدر – التقرير