ذكرت صحيفة “الرياض” السعودية.. أن تنظيم الدولة الاسلامية المعروف إعلاميا “داعش” يشعر أن الخناق قد ضاق عليه في السعودية، لذا يحاول أن ينقل معركته لعواصم خليجية أخرى، ليحقق أهدافه هناك وهو ضرب السلم الأهلي، وإشعال فتنة طائفية تصل نيرانها وتطال كل دول التعاون”.
وأوضحت الصحيفة السعودية المقربة من صناع الحكم أن “عمليات القبض التي نفذتها أجهزة الأمن السعودية وكشفها عن مطلوبين ورصدها مبالغ لمن يدل عليهم، واشتداد وطأة الملاحقات والمراقبة خصوصاً بعد تفجيرات القديح والعنود، أدت إلى صعوبة في تحركات أتباع هذا التنظيم الذي خاب ظنه في إذكاء الفتنة في السعودية، لذا حاول استهداف مناطق أخرى خليجية، كما حدث في الكويت باستهداف مسجد الإمام الصادق بحي الصوابر من خلال تفجير انتحاري، لعل وعسى أن يحقق هدفه الشيطاني”.
وأشارت الى أنه “يبدو جلياً أن أمام الأجهزة الأمنية في الخليج مهمة دقيقة، تستدعي تشكيل غرفة عمليات واحدة لمكافحة الإرهاب، يسهل من خلالها القيام بعمليات التنسيق المشتركة بين كل الأطراف الستة، التي لن يكون أحد منها في منأى عن تلك التهديدات، فالتنظيم قد كشف أوراقه، وبدا واضحاً أن رغبته في اتساع رقعة عملياته يهدف من خلالها رفع قدرته على الاستقطاب والإقناع من خلال تنفيذ أهدافه داخل الدول المستقرة، لذا فإن تسديد ضربات موجعة له ستشكك في قدرته على الصمود وتجعل هزيمته واردة لا محالة، الأمر الذي يضعف من قدرته على مواجهة الدول الخليجية ويضعه في محل شك من مراقبيه والمتعاطفين معه والذين سيبدؤون في إعادة حساباتهم”.
وأوضحت أن “المؤسسات المدنية والأفراد من ذوي النفوذ الاجتماعي في الخليج يناط بهم مهمات لا تقل في أهميتها عن الجهد الأمني، فمسؤوليتهم تكمن في تهدئة الرأي العام وتوعيته من الانسياق وراء المغرضين أو المستفزين أو الانجرار إلى أي مهاترات لا طائلة منها سوى زيادة حالة الاحتقان، وأن التفاعل السلبي وتمزيق المجتمع، هو الهدف الرئيسي لتلك العمليات”، معتبرة أن “هزيمة “داعش” تقتضي منّا الحذر لما يريد هذا التنظيم أن يوقعنا فيه وهو نقض وحدتنا، لذا جاء تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن نايف في حديثه إلى الشيخ محمد الخالد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي بأن هذه الأعمال الإرهابية لن تؤثر على النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية بين أبناء دول مجلس التعاون”.
وشددت على أن “دول الخليج تصدت في السابق بفضل تماسكها، ووحدتها، وتنسيق مواقفها، وإيمانها بالمصير الواحد لمحنٍ كثيرة، واليوم تشعر هذه الدول التي تماسكت أمام التداعيات التاريخية للمنطقة، أنها مستهدفة في هذه الفوضى التي تعددت أشكالها، والإرهاب أبشعها”.