ذكرت تقارير صحفية غربية أن الرئيس السوري بشار الأسد يعتزم إجراء تغييرات كبيرة في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بطلب من القيادتين الإيرانية والروسية، وذلك بناء على اتفاق إيراني روسي مع الأسد على هذه التغييرات.
ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء، عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أن المعلومات “المسربة” تفيد بأن التغييرات ستطال أعلى المراتب العسكرية والأمنية.
وحول تفاصيل التغييرات، فقد رجحت المصادر أن يتم استبعاد عدد من كبار قادة الجيش والأمن، وأضافت أنه “قد يتم تغيير وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، ورئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك”. وأضافت أن “العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس، الذي تم استبعاده لخلافات داخل أسرة الأسد، سيعود لاستلام منصب أمني مهم”، وفق قولها.
وسبق التسريبات زيارات نشطة لمسؤولين سوريين إلى إيران وزيارة مرتقبة الأحد، لوزير خارجية النظام وليد المعلم، وتصريحات لرئيس مركز الأبحاث الإستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر ولايتي، بأن الأيام القادمة ستشهد تطوراً مهما في العلاقات الإقليمية بين الدول الثلاث، إيران وسوريا والعراق.
ففي نيسان/ أبريل الماضي، زار وزير الدفاع الفريج العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية “بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين”، بحسب ما ذكرته –حينها- وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وقالت “سانا”، إن العماد الفريج التقى نظيره الإيراني وبعض القيادات العسكرية الأخرى، بهدف “تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مجال محاربة الإرهاب”.
وزار وزير داخلية النظام السوري اللواء محمد الشعار، إيران الأسبوع الماضي، لتوقيع “مذكرة تفاهم للتعاون الأمني” بين إيران وسوريا.
وناقش الشعار مع نظيرة الإيراني التطورات الإقليمية وتعزيز العلاقات بين طهران ودمشق، إلى جانب لقاءات أخرى بمسؤولين إيرانيين.
ويصل، اليوم الأحد، وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إلى موسكو لاستئناف “عملية التسوية السياسية الداخلية في سوريا”، بحسب ما نشرته الخارجية الروسية.
وسيبحث المعلم في زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام مع نظيره الروسي سيرجي لافروف “الإزالة الفعالة لبؤر الإرهاب في سوريا”.
وينظر مراقبون إلى تحركات المسؤولين السوريين إلى كل من طهران وموسكو، بأنها تؤشر إلى المدى الذي وصلت إليه تلك العواصم في التحكم في القرار السوري.
وكانت إيران تدعم الأسد ومن قبله والده حافظ الأسد قبل الحراك الشعبي في آذار/ مارس 2011 والذي سرعان ما تحول إلى صراع دموي دامٍ بعد أن قمعت قوات النظام الاحتجاجات السلمية ضد الأسد.
أما روسيا فتعد من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) أربع مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر” التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو 4 أعوام