نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، تقريرًا حول تزايد القمع في مصر، وأنه منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013 وهناك حالة متزايدة من كبت الحريات.
وحول الوضع في مصر ما بين المخلوع مبارك وقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي نقلت “فرانس برس” عن أحمد عبد ربه مدرس النظم السياسية في جامعة القاهرة إن أي مقارنة بين نظامي مبارك والسيسي ستكون “مجاملة” للأخير.
ويضيف “عبدربه” لفرانس برس “مبارك رغم كل مساوئه كان يتفاوض. أما النظام الحالي فيمنع كل أنواع الحراك. يضيق الخناق علي المعارضين ويعظم دور الجيش والأجهزة الأمنية ويسيس العدالة بشكل أسوأ وافظع من مبارك”.
وذكرت “فرانس برس” أنه منذ الإطاحة بمرسي، شنت الأجهزة الأمنية حملة قمع دامية ضد الإسلاميين أدت إلى مقتل أكثر من 1400 شخص وتوقيف أكثر من 40 ألف أخرين وفق هيومن رايتس ووتش، وامتدت الملاحقات بعد ذلك لتشمل النشطاء العلمانيين واليساريين، وخلال السنوات الأربع الأخيرة، اُسقطت تهم قتل المتظاهرين من على كاهل كبار رجال الشرطة في عهد مبارك، كما برأ القضاء كافة رجال الأعمال والوزراء المتهمين في قضايا فساد فخرجوا من السجون ليباشروا أعمالهم التجارية من جديد.
وأضافت:” أما مبارك (87 عاما) نفسه فطليق لكنه يواجه جولة أخيرة من المحاكمة أمام محكمة النقض في قضية قتل متظاهرين. وكان رئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب الذي أصدر قرار هدم مقر “الحزب الوطني الديموقراطي” في أبريل الماضي احد كوادر حزب مبارك الحاكم”.
ويري عبد ربه في تصريحاته لفرانس برس أن قرار السلطة بهدم مقر الحزب ربما محاولة “لمحو تاريخ حرق هيبة الدولة التي كانت ممثلة حينها في الحزب الوطني”.
وأشارت “فرانس برس” في تقريرها إلى أنه وبشكل متعاقب، حظرت السلطات حركة 6 إبريل التي أطلقت الدعوة لثورة 2011، وروابط مشجعي كرة القدم ،”الالتراس”، التي شاركت في الثورة وغالبًا ما عبرت عن موقفها السياسي المناهض للسلطة، وحظرت كذلك جماعة الإخوان المسلمين التي فازت بكافة الاستحقاقات الانتخابية بعد عزل مبارك وصنفتها الحكومة “تنظيما إرهابيًا” ومنعت كوادرها من الترشح لأي انتخابات.
وبحسب تصريحات عمرو علي المنسق العام لحركة 6 إبريل لـ”فرانس برس” أن مصر الآن بلا حياة سياسية ولو حتى مجرد ديكور كما كانت الحال أبان عهد مبارك”.
ويضيف: “لا توجد أحزاب سياسية معارضة ولا يوجد برلمان والحركات الشبابية يتم حظرها الواحدة بعد الأخرى”.
وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان غير الحكومية إن مصر تمر بـ “أسوأ حالة قمع وأسوأ حالة لحقوق الإنسان منذ عقود”.
وأضاف عيد الذي سجن أربع مرات خلال عهد مبارك “لا اختلاف كبيرا بين السيسي ومبارك. رجال الأعمال عادوا من جديد والإعلام يهلل له في كل مكان والدولة البوليسية في أشدها”.