نشر موقع “ويكيليكس” الخطاب الكامل لقائد “الجيش السوري الحر” رياض الأسعد لقناة “الجزيرة” في تشرين الثاني 2011، حيث أشار إلى انه “من لحظة تشكيل الجيش السوري الحر كان شعارنا الأساسي لا طائفي لا سياسي لا حزبي لا قومي”.
وفي رسالة من الأسعد إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في 12 آذار 2012، بدأ الأسعد بتقديم نبذة عن “الجيش الحر”، الذي انشق عناصره من “عصابات النظام، الذي يستقوي بالدعم اللامحدود من النظام الإيراني، إضافة إلى ما يقدمه إليه النظام الشمولي الروسي”. وأضاف “إن الشعب السوري يخوض حرباً ضد النظام الصفوي متمثلاً بالعائلة الحاكمة في سوريا ومن ورائها النظام الإيراني المجوسي. وإننا نقدّر عالياً مواقفكم المشرّفة والأخوية الصادقة والمسؤولة التي أبديتموها في أكثر من محفل. وإننا نطمع بكرمكم وأخوتكم الصادقة بدعمكم لنا من خلال موقعكم كحماة لأهل السنة والجماعة، أن تقفوا إلى جانبنا، لنتمكّن من القيام بواجبنا بالدفاع عن ديننا وأعراضنا وعن أهلنا، ونأمل من سموّكم تشكيل لجنة تواصل بيننا وبينكم من أجل الحوار بالسرعة الممكنة”.
وأمل “من حكومة السعودية احتضان هذا التوجه ودعمه”، طالباً “من مقام سموكم (سعود الفيصل) تحديد موعد للاجتماع معكم شخصياً لاطلاعكم على تفاصيل هذه الهيكلية، واخذ مرئياتكم تجاهها والاستئناس برأيكم وتوجيهاتكم حيال ذلك باقرب الاجال”.
ورأى في رسالته أنّ “احتمال وجود القاعدة والمتطرفين في سوريا ما هو إلا لتأثيرات مباشرة من الطرف الاخر عليها… فأميركا تعرف تماماً أن القاعدة رؤوسها موجودة في إيران، وأنها صناعة سورية إيرانية بامتياز ، ولكن عرفوا كيف يضربون علاقتها وعلى نحو سريع مع مصر ما بعد مبارك، من خلال استفعال مشكلة المنظمات الانسانية مع اميركا، التي كان أحد أهم أهدافها وقف الاندفاعة الأميركية في التعامل مع الربيع العربي، وخاصة قبولها الأحزاب الإسلامية، وقبول كذلك الإسلام بحد ذاته كأمر واقع يمكن التعامل معه بدون تخوف.. وهنا كان خوفهم من أن يكتشف الأمريكان أن التعامل مع الإسلام على نحو مباشر ليس فيه شيء يضر بالأمريكان وبمصالحهم.. ولكن وفق حسابات الماسونية هذا معناه مصيبة بالنسبة لهم.. فكلما ظهر للعالم وللأميركيين خاصة أن هذا الدين هو دين السلام والمساواة.. فهذا بحد ذاته مقتل الماسونية الإنكليزية، فالشيطان يعرف قيمة الفضائل، ولكن وبطبيعته هو عدو لها، وكذلك الماسونية الإنكليزية”.
ولفت في قراءته السياسية الرصينة إلى أنّ “موضوع الضغط على النظام السوري الذي رأيناه من قبل الغرب عندما قتل رفيق الحريري… ومن بعدها استغلال الثورة السورية الشريفة، ليس أكثر من محاولة لمقايضة سلاح حزب الشيطان ببقاء النظام السوري، الذي يبدو أنهم حالياً قد توصلوا بشكل أو بآخر إلى هذا الاتفاق الأولي بينهم عليه، وليس معناه أن سلاح حزب الشيطان هو من أجل المقاومة ضد إسرائيل”، وحتى الحرب التي نشأت بينهما في عام 2006 كانت غير مقصودة من قبل حزب الشيطان بقدر ما كانت رد فعل إسرائيليا متسرعا على خطف الجنديين، وحتى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال إنه لو كان يعلم بأن خطف الجنديين سيؤدي إلى الحرب، لما خطفوا الجنديين؟”. فلماذا يحاول زعيم القرامطة الجدد أن ينأى بنفسه عن اتخاذ قرار الحرب ضد اسرائيل (…) وبطبيعة الحال يفهم على نحو مباشر من موقفه هذا أن هذه الأسلحة (الصواريخ التي أعلن امتلاكها) ليست موجهة أساساً للحرب ضد إسرائيل، إنما لإنشاء الكيان الشيعي في لبنان، بمساندة كاملة مع النظام السوري والإيراني وبموافقة ومباركة غربية!”.