يبلغ عدد المسلمين في روسيا اليوم أكثر من 21 مليونا يشكلون أكبر أقلية دينية في الفيدرالية الروسية.. أقلية مرشحة لأن تصبح أغلبية خلال السنوات المقبلة لأسباب عدة.
يعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى القرن الثامن الميلادي. وشهد عدد المسلمين تزايدا في روسيا بعد سيطرة الإمبراطورية على مناطق بشبه جزيرة القرم.
وتزايدت أعداد المسلمين في روسيا بشكل مطرد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حين هاجر الآلاف من سكان الجمهوريات السوفيتية السابقة ذات الغالبية المسلمة، نحو المدن الروسية الكبرى من أجل البحث عن فرص عمل.
ويرى خبراء أن روسيا قد تتحول إلى بلد ذي غالبية مسلمة إذا ما استمر النمو الديموغرافي للأقلية المسلمة بالوتيرة الحالية.
وأكد رئيس منتدى الشرق الأوسط دانييل بايبس أن جميع الأسباب متوفرة من أجل أن يصبح الإسلام الديانة الأكثر انتشارا.
فعلى سبيل المثال لا تعاني الأقلية المسلمة في روسيا من الوفيات نتيجة الإدمان على الكحول، والذي يعتبر أحد المسببات الرئيسية للوفيات في روسيا.
وتمنع الأقلية المسلمة في غالبيتها المرأة من الإجهاض، في حين أن نسبة الإجهاض داخل المجتمع الروسي عرفت تزايدا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية.
ويتحدث بايبس عن أهمية الزواج داخل الأقليات المسلمة والتي نادرا ما تختلط بالأقليات الأخرى وهو ما يشكل مناطق ذات غالبية مسلمة ساحقة، كما هو الشأن في جمهوريات الشيشان وتتارستان وداغستان وإنغوشيا.
وفي حين يرى بايبس أن روسيا ستصبح دولة مسلمة خلال السنوات المقبلة، ينفي الصحافي المختص في شؤون روسيا مارك أدومانيس أن هذه الأسباب قد تجعل من روسيا بلدا ذا غالبية مسلمة.
ويشير أدومانيس إلى أن الأرقام التي يقدمها بايبس في دراسته غير دقيقة، لأن السلطات الروسية لا تقدم إحصائيات بناء على الديانة والعرق.
وفي المقابل يؤكد أدومانيس أن الأقلية المسلمة ستصبح قوة فاعلة في المستقبل وذات تأثير سياسي واقتصادي في مستقبل روسيا، نظرا لقوة اليد العاملة من الأقلية المسلمة وظهور جيل جديد من رجال الأعمال والسياسيين الروس المسلمين.
ويعيش أغلبية المسلمين في روسيا في جمهوريتي الشيشان وتتارستان داخل الفيدرالية الروسية، وتعتبر مدينة كازان أكبر تجمع للأقلية المسلمة في روسيا.