رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية, أن الوضع في قطاع غزة لم يتغير شيء فيه وخاصة مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب الثالثة على غزة, مشيرة إلى الحروب ستستمر دون نهاية, وأكدت الصحيفة على أن السبيل إلى كسر دورة الحروب المتتالية تلك، لا تكمن في غزة وتل أبيب وحسب ولكن في (القاهرة ورام الله) أيضا.
واستنادًا إلى مصر كونها أكبر الدول العربية والدولة الحدودية لجنوب غزة، فإنها لعبت دورا محوريا في القطاع على مر التاريخ، خاصة بعد أن أنهى عبد الفتاح السيسي “الرئيس المصري” حلقات سابقة من مسلسل التجاهل المصري للحدود الفلسطينية.
وشددت على أن بدور مصر كقائد في المنطقة العربية، فهي تستطيع جمع غزة والضفة الغربية تحت راية واحدة وإلا قد يستمر الوضع الحالي المأساوي في مزيد من الحروب على غزة.
رأت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تراخى في السيطرة على معابر غزة بحجة أن 15 ألف عضو من حركة حماس مسلحين، مما أدى إلى تشويه صورة عباس سياسيا من جانب الفلسطينيين وفقدانه المصداقية في مصر، التي تراجعت بعدها عن تأمين سيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
قالت الصحيفة إن القاهرة وتل أبيب اتفقا على وجهة نظر واحدة تقول إنه لا بد من وجود طريقة لمساعدة غزة دون مساعدة حماس، ولذلك تم ضخ كميات كبيرة من الأسمنت ومواد البناء لإعادة إعمار غزة، دون القصد بخدمة حماس من وراء ذلك وإنما رغبة في عدم وصول غزة لحد الإنفجار بعد تدمير الحرب لها.
وأوضحت الصحيفة أن مصر أعطت لحماس “قرصة ودن” بعدما قررت إغلاق الأنفاق بين قطاع غزة ومصر، الذى كان يستخدم لتهريب المؤن الغذائية والأسلحة وأحيانا الأشخاص من مصر إلى غزة، حيث إن تلك الأنفاق كانت تشكل مصدرا مهما لعائدات حركة حماس ولكن معاناة أهل غزة جراء غلق الأنفاق جعلت المسئولين المصريين يتوصلون لحل يخدم غزة دون حماس، لتجنب نشوب حرب جديدة في غزة.
ولذلك رأت الصحيفة أن مصر “تحترمها إسرائيل” و”تهابها حماس” و”يحتاجها الرئيس الفلسطيني محمود عباس” وهى الأجدر بالقيادة، مضيفة أن على القاهرة العمل مع الحكومات العربية الشبيهة بعقلية الحكومة المصرية للتنسيق فيما بينهم من أجل نزع شرعية حركة حماس المسلحة في السيطرة على غزة والتأكيد على الرئيس الفلسطيني بأنها لن تتسامح في أمر تراخيه وتهاونه تجاه ما يحدث.