نشر موقع “ثينك بروجريس” الأمريكي تقريرا مطولا للكاتب جاستن صالحاني عن الثورة المصرية وأسباب تراجعها، مشيرا الى ان المصريين لم يعودوا قادرين على الخروج في مسيرات، وترديد هتافات، وحمل لافتات، قائلا:” لقد دخلت الثورة في غيبوبة”.
وتحدث التقرير عن الوضع الحالي في مصر ومشاعر القنوط التي بدت على وشوش البعض, واضاف:” الكثيرون اعتبروا 25 يناير بداية لثورة تنهي حكم مبارك الذي دام 30 عام، لا سيما وأن مبارك سجن بعدها، ثم جاء أول رئيس في انتخابات مفتوحة وحرة.
وتابع التقرير:” وبعد عام من رئاسته، ملأت الاحتجاجات مجددا ميدان التحرير في 30 يونيو 2013، داعين لعزل مرسي، بعد عام من الحكم الانقسامي”, مضيفا :” تصاعدت شعبية السيسي أثناء الأيام الأخيرة لمرسي، وشعر العديد من المصريين أنه الرجل الذي يستطيع المضي قدما للأمام ويحيي من جديد أهداف الثورة”.
وخلال الأنظمة المختلفة، من مبارك إلى طنطاوي، ثم من مرسي إلى حكومة انتقالية، ثم انتخاب السيسي بنسبة 96 %، لم يجد العديد من عناصر المجتمع المصري إلا المعاناة.
واضاف التقرير:” الضربة القاضية بالنسبة للعديد من متظاهري ثورة يناير تمثلت في الإفراج عن مبارك بعد إسقاط اتهامات تتعلق بقتل 240 متظاهرا”.
وتابع:” اليوم، يقول العديد من المصريين أن الحياة باتت أسوأ من ذي قبل ، حكم مبارك كان مرادفا للتعذيب، وكبت حرية التعبير، وعنف الشرطة، وأعقبه انفجار في نشاط المجتمع المدني”.
وعندما تولى مرسي السلطة، لم يكن قادرا على فرض نفس السياسات الخانقة على المجتمع المدني، بعكس ما فعل مبارك، لكن بالرغم من ذلك، حاول مرسي كبح منتقديه في الإعلام.
وأشار التقرير الامريكي إلى أن قمع السيسي للمجتمع المدني، ونشطاء حقوق الإنسان، والإعلام، يماثل، إن لم يكن يتجاوز سوءا الوضع أيام مبارك أو مرسي.
كما عادت الكثير من الممارسات لسيرتها الأولى، مثل قرار محكمة مصرية إعدام مرسي، الذي اتهم بالتآمر مع عناصر مسلحة أجنبية خلال ثورة 2011 لاقتحام السجون. ويعني ذلك، أنه بينما يقبع أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر في غياهب السجون ينتظر الإعدام، فإن ديكتاتورها الأخير يستمتع بحريته.
ولكن بدلا من النزول إلى الشوارع والترويج للتغيير، لم تعد هنالك مشاهد احتجاجات.