نشرت مجلة ” ذا ناشونال إنترست” الأمريكية مقالا للباحثة إيما أشفورد في معهد “كاتو”، أشارت فيه إلى أن التقارير السعودي الروسي ينبغي الا يمثل قلقا كبير للولايات المتحدة الأمريكية..
وأشارت إلى أن زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لروسيا قبل أيام، ولقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توحي بأن التعاون السعودي الروسي تحسن أخيرًا، بعد عدة سنوات من العلاقات الباردة بين البلدين.
واعتبرت أن هذا التقارب يمثل أخبارًا سارة، على الرغم من أن العلاقات الودية بين السعودية وروسيا ربما تثير بعض القلق لدى الولايات المتحدة، إلا أنها مهمة للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وذكرت أن الاجتماع بين “بن سلمان” و”بوتين” نتج عنه توقيع 6 اتفاقيات من شأنها جميعًا أن تعزز الاقتصاد الروسي.
وأضافت أن قلق أمريكا متعلق بنجاح روسيا في الإفلات من العقوبات الأمريكية والأوروبية، من خلال بحثها عن شركاء جدد كالصين والنرويج والسعودية، ليصبحوا بذلك مصدرًا جديدًا للدخل يعوض بعض الخسائر جراء العقوبات.
وأكدت على أن التقارب السعودي الروسي يخدم الأهداف الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، فموسكو والرياض كانت بينهما علاقات محدودة منذ بدء الصراع في سوريا، في ظل دعم روسيا القوي لنظام بشار الأسد، ودعم السعودية في المقابل للمعارضة بالمال والسلاح.
وأضافت أن روسيا كانت في خلاف مع السعودية والدول الغربية بشأن نهجهم في التعامل مع الأزمة المستمرة باليمن، وطالبت مرارًا بمحادثات سلام ووقف إطلاق نار إنساني.
وتحدثت عن أن التقارب الروسي مع إيران كان سببًا في الخلاف مع السعودية، فروسيا تدعم الاتفاق النووي الإيراني، بينما تعارضه السعودية بشدة.
واعتبرت أن التقارب السعودي الروسي سيسمح بإجراء اتصالات أفضل ومحادثات أكثر فعالية في قضايا رئيسية، مثل سوريا واليمن و”داعش”، وعلى الرغم من أن تحسن العلاقات لن يحل بشكل أوتوماتيكي الخلافات الكثيرة في الرأي بين روسيا والسعودية، إلا أن إجراء محادثات دبلوماسية رفيعة بينهما بشأن تلك القضايا سيكون أمرًا مفيدًا للغاية.
وأشارت إلى أن الاجتماع الأخير ركز على القضايا التجارية، إلا أن الزيارة القادمة للرئيس الروسي إلى المملكة تقدم فرصة رائعة للتركيز على القضايا الأمنية بالشرق الأوسط.
وأكدت على أن إجراء محادثات مباشرة بين روسيا والسعودية بشأن تلك القضايا يخفف من العبء على الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالعمل كوسيط، كما أن تلك المحادثات المباشرة تزيد من فرص التعاون.