شن الداعية السلفي اللبناني أحمد الأسير هجوما على “الجماعة الاسلامية” في لبنان, محملاً اياها جزءا كبيرا من مسؤولية تردي أحوال أهل السنة في لبنان، واستلام حزب الله لزمام الأمور، وإقصائه لجميع مخالفيه.
وفي كلمة صوتية نشرها على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت عنوان “لهذا أنا خصمهم يوم القيامة”، قال الأسير إنه صبر كثيرا على “الجماعة الإسلامية”، ولم يرغب يوما في الحديث عنهم، موضحا أنه يتحدث عنهم اليوم وهو “كاره” لذلك.
وأرجع الأسير حديثه عن “الجماعة الإسلامية”، إلى كثرة الأسئلة التي وردته حول السبب الذي يمنع “سنّة لبنان” من التوحد في الأمور الداخلية، مثل توحدهم في نصرة الثورة السورية، بالإضافة إلى استغرابهم من موقف الجماعة ضدهم، رغم أنهم في مسجد “بلال بن رباح” وقفوا مع جميع قضايا الأمة، وفق قوله.
وقال الأسير إنه وبرغم محاولاتهم المتكررة في السابق للتقارب مع الجماعات الإسلامية الأخرى، إلّا أن اليوم الحاسم الذي دمّر فيه الجيش اللبناني، بمساندة مليشيات حزب الله مسجده، وقتلوا، واعتقلوا رفاقه، لم يجد أحدا من أهل السنة يتعاطف معه.
وبدأ الأسير بتخصيص هجومه على “الجماعة الإسلامية”، متهما إياها بالتنسيق الأمني المباشر مع حزب الله، وحركة أمل قبل سنوات، وهي الفترة التي قال الأسير إنه كان معتقلا خلالها عند حركة أمل.
وذهب الأسير إلى أبعد من ذلك، حيث قال إن “الجماعة الإسلامية” فرحت بعد هزيمته وأنصاره في أحداث عبرا، وتابع: “فرحوا فرحا شديدا بأنهم تخلصوا من أحمد الأسير، حسدا من عند أنفسهم”،
وأضاف متسائلا: “فكيف بدكم إياهم يتحدثوا عن مظلومية أهل السنة بعد هيك؟”.
واعترف الأسير بأن “الجماعة الإسلامية” نجحت في إقناع شريحة كبيرة من “أهل السنة” بأن “أحمد الأسير متهور، ومتفرّد، ولا يقبل التعاون مع أحد، كي يمحقونا، ويحسدونا”.
الأسير قال إنه وقبل عدة سنوات، زاد نشاطه والدعاة العاملين معه في أحد مساجد عبرا، وبدأت شعبيتهم بالازدياد، إلى حين امتناعهم عن انتخاب مرشح “الجماعة الإسلامية” في تلك المنطقة، ما دفع قيادات الجماعة لطردهم من المسجد.
وأضاف: “لم نرد على طردنا بشيء، وقمنا بافتتاح مصلى صغير، تطوّر إلى مسجد لاحقا، ودعونا مشايخ الجماعة الإسلامية لإعطاء الدروس فيه، إلا أنهم استهزأوا بنا، ولم يعيروننا أي اهتمام”، وفق قوله.
وبرغم سرده للتضييق الذي كان يتعرض له من “الجماعة الإسلامية”، إلّا أن الشيخ الأسير أوضح أنه بعد كل ذلك ذهب إليهم مجددا، وحاول التقارب معهم في مسائل تخص الشأن الداخلي، والشأن السوري، بيد أنهم كانوا يخذلونهم، ويرجعون بوعودهم عنه كل مرة، ويتحالفون مع تيار المستقبل ضد، وفق قوله.
واستاء الأسير مما أسماه “حزبية الجماعة الإسلامية”، قائلا إن تعصبهم لجماعتهم أوصلهم إلى التعاون مع أجهزة المخابرات ضد “المجاهدين”، قائلا إن “شبابهم قاموا بتصويرنا أثناء تسليح الشباب، وقاموا بتسليم الصور لضابط في المخابرات”.
وختم الأسير حديثه بأن الجماعة الإسلامية رفضت حتى أن يناصر أهل السنة، الشباب المحاصرين مسجد “بلال”، داعيين جميع من جاء إلى الاعتصام في صيدا، للعودة إلى مدنهم.