قال موقع “ديبكا” الإسرائيلي إن علي خامنئ المرشد الأعلى لـ”الثورة الإسلامية” قد أطاح بالجنرال قاسم سليماني من قيادة الحرب التي تخوضها طهران إلى جانب نظام الأسد في سوريا.
الموقع وصف الخطوة بـ”الزلزال” وقال إن سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسئول عن الجبهات الإيرانية خارج البلاد، قد تلقى تعليمات من مكتب خامنئي بوقف التعامل في الملف السوري، مع الإبقاء عليه كقائد للعمليات في اليمن والعراق ولبنان.
وأضاف أنه منذ الزيارة الأخيرة لسليماني إلى سوريا في 2 يوليو، تشهد أوضاع الرئيس بشار الأسد تدهورا ملموسا حتى وقتنا هذا، حيث تتكبد قواته وعناصر حزب الله والمليشيات الشيعية الموالية لإيران خسائر فادحة على جبهات الشمال والجنوب والوسط، على يد قوات المعارضة التي توحدت في إطار عسكري واسع.
فتصريحات سليماني خلال زيارته سوريا بأن “هناك مفاجآت مذهلة في الأوضاع داخل سوريا خلال الأيام القادمة” والتدهور السريع في الوضع العسكري لحزب الله، الذي لم يفشل فقط في التغلب على المعارضة المسلحة بجبل القلمون، بل بات يواجه خطر انزلاق الحرب إلى الداخل اللبناني، كل هذا يؤكد أن القيادة الإيرانية في سوريا مصابة بالشلل، وأن وعود “مفاجآت” سليماني تدل على عدم قدرة طهران على إحداث تغيير استراتيجي في الحرب السورية.
وبحسب “ديبكا” المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية فإن هناك خمسة تطورات شهدتها سوريا ولم تتوقعها القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية .
1- تستخدم الوﻻيات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات، تلك الدول الأربعة التي تعتبر من الأغنى في العالم، كافة ثقلها وأموالها وقدراتها لتزويد المعارضة السورية بالسلاح، في حين أن هناك حدودا للقدرات العسكرية والمالية لإيران لدعم نظام الأسد.
2- فشلت المحاولة الإيرانية التي يشرف عليها سليماني أيضا، لتجنيد وإعداد قوات شيعية من أفغانستان وباكستان للعمل في الشرق الأوسط. فهذه القوات التي تقاتل الآن في العراق وسوريا، أثبتت ضعف قدراتها القتالية، إلى درجة أنها تمثل عبئا يفوق فائدتها خلال القتال.
3- في ظل هذه الظروف اكتشفت القيادة الإيرانية فجأة أنها تفتقر للقوات الكافية للقتال على أربع جبهات بشكل متزامن، في سوريا، واليمن، ولبنان والعراق. وهذه في الواقع كانت إحدى الاتهامات التي وجهتها القيادة الإيرانية لسليماني.
حيث أعد قائد فيلق القدس خططا استراتيجية كبيرة وورط بلاده في معارك واسعة دون أن يتوقع النتائج السياسية والعسكرية لذلك. كما تجاهل حقيقة عدم امتلاكه قوات كافية على الأرض تضمن إنهاء تلك المعارك بنصر إيراني.
4- تواصل جبهات القتال الأربعة في سوريا واليمن والعراق ولبنان ابتلاع أعداد كبيرة من القوات الإيرانية وكميات لا حصر لها من السلاح، التي تخفف الاحتياطي الاستراتيجي الإيراني، وتضر بالاستعداد العسكري الإيراني للرد على أي هجوم ينفذه تنظيم الدولة الإسلامية داخل أراضيها.
5- الإطاحة بالجنرال سليماني من قيادة الحرب في سوريا، نتيجة ايضا للصراع الخفي داخل قيادة الحرس الثوري الإيراني، وتحديدا بين القائد الأعلى للحرس، الجنرال على الجعفري وبين سليماني.
ويشير “ديبكا” إلى أن الجنرال جعفري يدعي منذ عدة شهور في اجتماعاته بالزعيم على خامنئ أن الوضع العسكري لإيران تدهور في سوريا والعراق، لأن الحرب لا تدار بيد رجل عسكري محترف.
وأوضح الجنرال جعفري لخامنئي أنه على الرغم من موهبة سليماني في تنفيذ عمليات خاصة، وعمليات استخبارات سرية، فليس لديه موهبة أو قدرة على إدارة حروب على الأرض تشارك فيها عدة جيوش.
التقرير الإسرائيلي ختم بالقول إن هناك أنباء تناثرت مؤخرا أن خامنئي قد يعين نائب سليماني الجنرال إسماعيل غني لقيادة الجبهة الإيرانية في سوريا ولبنان.