في ظل القلق المتنامي جراء اكتشاف عدد لا يستهان به من قضايا التعذيب في سجن رومية، بعث السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري رسالة طمأن خلالها عائلات السجناء السعوديين في المعتقل، بأنهم بخير ومحل عناية واهتمام السفارة.
وقال عسيري “اهتمامنا بمواطنينا الموقوفين في رومية ليس وليد اﻷحداث، فاتصالاتنا بهم دائمة، وتواصلنا بشأنهم بعد اﻷحداث اﻷخيرة واطمأننا على وضعهم، وأحب أن أؤكد للجميع أنهم يتلقون عناية خاصة”.
وقدر عسيري عدد مواطني بلاده الموقوفين في سجن رومية بستة أشخاص، خمسة منهم موقوفون على خلفية قضايا إرهاب، وسادس على ذمة قضية مخدرات.
وشدد سفير الرياض لدى بيروت، على الاهتمام الذي توليه السفارة بأوضاع مواطنيها الموقوفين في رومية، والتي كان آخرها تزويدهم بكميات من التمور بمناسبة شهر رمضان المبارك، فضلا عن التدخل بتأمين اﻷطباء لهم داخل السجن في حال كانت أوضاعهم تستدعي ذلك، موضحا أن السفارة تعمل كذلك على تسهيل زيارة العائلات ﻷبنائها الموقوفين متى ما رغبت ذلك.
إلى ذلك، القلق ساد أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي جبهة النصرة وداعش، لا سيما بعد ظهور التسجيلات التي تكشف سوء معاملة بعض الموقوفين في سجن رومية بلبنان. وقالت عائلات بعض العسكريين المختطفين إنها تلقت رسائل تهديد على الهواتف الجوالة تتوعد بإساءة معاملة أبنائهم على خلفية تلك التسجيلات المصورة.
ويخشى أهالي العسكريين أن يكون أبناؤهم أول من يدفع الثمن للمعاملة السيئة التي تتعامل بها إدارة سجن رومية مع المعتقلين، ودعوا الحكومة إلى تحرك عاجل يذهب الخطر عن أبنائهم، ويسهم في تسريع الإفراج عنهم.
وكانت حالة من الغضب قد استمرت في لبنان بعد أن كشفت تلك الأشرطة تعرض المعتقلين في سجن رومية إلى الضرب المبرح وسوء المعاملة. وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت إحالة رجلي أمن للمحاكمة العسكرية للاشتباه في تورطهما في تعذيب المعتقلين. كما أعلن وزير العدل أشرف ريفي أمس توقيف عنصري أمن في سجن رومية أكبر سجون البلاد، وقال في مؤتمر صحفي إن ما نشر حول تعذيب المساجين “جريمة في حق الوطنية والإنسانية، وأنها لا يمكن أن تمر من دون عقاب”. وتعهد الوزير بحماية حقوق المساجين بغض النظر عن انتماءاتهم، وطالب بعدم استغلال الحادث سياسيا واستخدامه للهجوم على الحكومة.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن مناطق لبنانية عدة شهدت أمس احتجاجات على التعذيب بسجن رومية تركزت في مدينة طرابلس شمال لبنان.
وقالت إن أهالي موقوفين بالسجن تجمعوا في ساحة النور بطرابلس للاحتجاج على التعذيب، وطالبوا بمحاسبة كل المسؤولين. كما قطع شبان غاضبون بعض الشوارع في المدن الرئيسة.