عبر الكاتب خالد دياب المصري البلجيكي والمقيم بإسرائيل، عن ضرورة أن تنهي مصر الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.
وقال الكاتب المصري، في مقاله الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنه قد يوصف بالجنون من قبل رفقائه المصريين، بسبب زيارته لقطاع غزة الأخيرة، حيث يوصف القطاع في وسائل الإعلام المصرية بأنه وكر للإرهاب ومشاعر الكراهية لمصر.
وأضاف دياب “لكني أريد أن أطمئن المواطنين بأن الجنسية المصرية التي أحملها سهلت لي الدخول من وإلى القطاع وزادت قناعتي السابقة بضرورة رفع الحصار عن القطاع، وذلك بعد أن رأيت حالة الإحتياج الشديد والتدمير والأثر النفسي السيء الذي سببه الحصار”.
ورفض الكاتب، رفضًا قاطعًا، أن يتهمه البعض بأنه مؤيد لحماس أو للإخوان المسلمين، قائلًا “دعني أعلنها صراحة أنا علماني محافظ وناقد صريح للأسلمة والأصولية الدينية بكل أشكالها لكني صاحب عقل ولا أقبل نظريات المؤامرة التي تقال في مصر عن غزة”.
وذكر دياب، وصفها بـ”الخرافات” التي يرددها الإعلام المصري ضد القطاع بما في ذلك أن حماس تقف وراء التمرد في سيناء ودعمت حكم الإخوان المسلمين في مصر بالتورط في اقتحام السجون وأن القطاع السبب في انقطاع التيار الكهربي ونقص البترول الذي تعاني منه مصر ذات الـ85 مليون، بسبب أن نظام محمد مرسي قد حول تلك الإمدادات إلى القطاع الفقير الذي يقطنه 1.8 مليون نسمة، وبالرغم من ذلك فإن الغزاويين لا يكنون الضغائن للمصريين، ويغضون النظر عن ما تفعله حكوماتهم.
وقال الكاتب، إنه لم يكن متخوفًا من دخول القطاع، لكنه كان قلقًا من الإستقبال الذي سيحظى به من أناس عانوا من الحصار المصري الإسرائيلي، وبالرغم من انتقاد مصر الذي سمعته تقريبًا من كل شخص قابلته، إلا أني حظيت بكرم الضيافة والكرم المعروف به الغزاويين، واستمعت إلى حنين الذكريات عندما لم يكن هناك حدودًا بين مصر وغزة.
وعبر الكاتب، عن الألم الذي يشعر به الغزاويون تجاه ما تقوم به حكومة عبدالفتاح السيسي من مشاركة في الحصار وتشويه لسمعتهم في وسائل الإعلام المصرية.
وتابع “كان السؤال الذي يتكرر دائمًا، لماذا تفعل مصر ذلك، وبالرغم من تدمير إسرائيل للحياة والمنشآت في القطاع، فإنهم يشعروا بأن الحصار المصري أكثر ألمًا ويعبروا عن ذلك”، قائلين “إننا نعتبر المصريين كإخوة لنا ونتشارك التاريخ معًا”.
وأشار الكاتب، إلى أنه “بالصدفة تم فتح معبر رفح خلال زيارتي لمدة ثلاثة أيام فقط، لمن يريدون أن يعبروا إلى داخل القطاع، بينما يقول مسؤولو حماس، إن هنا 15000 على القوائم للسفر خارج القطاع، بما في ذلك المرضى والجرحى”.
ونقل عن أحد مسؤولي حماس، قوله “لدينا جرحى ماتوا، بسبب عدم القدرة على الخروج خارج القطاع لتلقي العلاج”.
واعتبر الكاتب، أن مصلحة مصر تقضي بفتح المعبر، وليس من مصلحتها أن يكون على حدودها مع سيناء المضطربة أصلاً، جزيرة للمعاناة والإحباط الشديد، مشيرًا إلى أنه في عام 2008 حطم مئات الآلاف من سكان غزة الحدود وذهبوا للتسوق ثم عادوا إلى بيوتهم بسلمية، لكن في المرة القادمة مع تضاعف حجم المعاناة قد لا يعودون إلى بيوتهم مرة أخرى”.