مبدأ بوش الذي تبناه الحكام العرب (من ليس معنا فهو ضدنا) هو الذي عانت منه صحيفة (وطن) ووجدت نفسها محاصرة من دولة لأخرى. تلك تحجبها وتلك تحاربها بمنع الإعلان وتلك تحاكمها وتلك تخاطب شركة (الخوادم) لإيقاف خدماتها.
طبعا ناهيك عن محاولات الاختراق اليومية التي تستغرق منا الوقت والجهد والمال.
لم تكن (وطن) ضد التحالف الذي تقوده السعودية ضد محاولة إيران الفارسية الاستحواذ على اليمن لكنها أيضا لم تكن من صحافة البلاط الملكي التي يتعين عليها أن تظل (تصفق) للملك ووزرائه وأولياء عهده.
انتقدنا وباركنا وأيدنا وعارضنا.. مثل أي إنسان ينبض بالحرية. فلا هدف لنا بإسقاط ممالك ودول وأنظمة فهذا الأمر منوط بشعوب تلك الدول تأيدها أو تطيح بها، لكننا اتبعنا نهجا واحدا منذ صدور صحيفتنا الورقية قبل ٢٣ عاما وهو حق القاريء في المعرفة والحكم على الأمور بنفسه.
نحن لا نتعامل مع القاريء بأنه ما زال في مرحلة (روض الأطفال) أو (الحضانة) وعليه معرفة هذا وان لا يعرف هذا. فقد انتهى زمان (الوصاية) على عقل القاريء منذ ان اخترق الإنترنت كل شيء وتفوق المواطن نفسه على صحافتنا العربية الغارق معظمها في الإطراء والتسبيح بحمد (سموه) و(جلالته) و (فخامته).
إلا أن المملكة العربية السعودية على نهجها الثابت.. جاء ملك أو رحل ملك لا فرق كبير في سياسات القمع والحجب واخراس الألسنة. وليت أصحاب القرار في المملكة يدركون يوما أن صديقها ليس هو من تغدق عليه المال كي يمدحها ظالمة أو مظلومة. وإنما قد يكون صديقها الصدوق من انتقد اخطاءها حرصا عليها من أن تجرفها رياح التغيير التي تهب على عالمنا العربي.
لكن لا أحد يسمع أو حتى يتواصل ليسأل مثلا لماذا تنتقدون المملكة؟ ويبقى اغلاق الباب الذي تأتي منه الريح أفضل الحلول وكأن هذه السياسة ستحل مشاكل المملكة ويبقى المواطن السعودي في مأمن من المصطلح الذي يكررونه دائما (الدعايات المغرضة).
شكرا يا ملك السعودية.. فقد صدقنا أن ربيعا على نحو ما قد يجتاح المملكة على يد شباب يتولون الحكم وقد درسوا في الغرب وعرفوا أن الكلمة هناك لا تهدد الحكومات والدول حين تكون هذه الدول مؤسسية وللمواطن حق المساءلة والإنتقاد.
ونتعذر للقاريء السعودي كما اعتذرنا من قبل للقاريء الإماراتي حين حجب ابناء زايد الموقع وحاكموه غيايبا دون أن يبلغ أحد منا وقذفوه بتهم جعلتنا نصدق أننا بمثابة (دولة) وليس موقع متواضع ننشر ونكتب ونصيب ونخطأ.
لن يتوقف السعوديون عن متابعتنا.. فهؤلاء القوم الذين يرفضون أي وصاية لديهم أساليبهم الخاصة في الولوج لعشرات المواقع المحظورة ولا يلتزمون أبدا بوصاية مليكهم وامرائهم على عقولهم. وليت آل سعود يدركون هذا.