نشرت صحيفة “الديلي ميل” على موقعها الالكتروني صورا تظهر بوضوح الطرق العنيفة التي يتم بها ذبح الكلاب والتعامل معها خلال ما يسمى بـ”عيد ذبح الكلاب” في الصين والذي تنظمه مقاطعة (يولين) في جنوب الصين سنويًا خلال مهرجان للحم الكلاب أثناء الرجوع الصيفي الذي يلي أطول نهار في العام، وآثار احتجاجات دعاة الرفق بالحيوان.
وذكرت الصحيفة أنه يتم ذبح ما لا يقل عن (10000 ) كلب، وكثير منهم من الحيوانات الأليفة المسروقة، لهذه المناسبة التي تعقد في المناطق الريفية والفقيرة إلى حد كبير، وبالذات في منطقة الحكم الذاتي (قوانغشى تشوانغ). ويتم سلخ الكلاب وهي على قيد الحياة ثم يتم وضعها في قدر يغلي, وايضا يتم ضربها بمطارق على رؤوسها حتى تتهشم.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته “وطن” أن اشتباكات اندلعت بين المؤيدين والمعارضين لهذا المهرجان وأن بعض منظمات الرفق بالحيوان تحاول حث البرلمان الصيني على تبني وإقرار قوانين لحماية الحيوانات. لكنها لم تتمكن حتى الآن من النجاح على مستوى الصين سوى في استصدار قانون “الكلب الواحد” الذي أقرته بلدية العاصمة بكين عام 2006 ويسمح لكل عائلة باقتناء كلب واحد فقط.
وبحسب الصحيفة قد دعا المشاهير مثل الممثل الكوميدي البريطاني ريكي جيرفيه، وعارضة الأزياء البرازيلية جيزيل بوندشين لوضع حد لهذا المهرجان.
وذكرت الصحيفة بأن استهلاك لحم الكلاب ليس ممنوعًا في الصين لكنه غير معتاد في الكثير من المناطق بخلاف مقاطعة (يولين)، التي اعتاد أهلها أكله بمناسبة الرجوع الصيفي.
ووفقًا للتقاليد الصينية، فإن تناول لحوم الكلاب وشرب الخمور في مناسبة الانقلاب الصيفي من شأنه أن يجعل الناس يتمتعون بصحة جيدة خلال فصل الشتاء.
وفي المقابل يقول نشطاء حقوق الحيوان إن هذا الحدث يشكل خطورة على الصحة العامة لأن الكلاب لا تخضع للحجر الصحي للتأكد من أنها خالية من المرض، ومعظم الكلاب إما أنها ضالة أو مسروقة من أصحاب الحيوانات الأليفة، وغالبا ما يتم قتلها عن طريق تسميمها بمواد كيميائية قد تكون ضارة للبشر.
وسعت حكومة يولين أن تنأى بنفسها عن ذلك الاحتفال، وقالت إنه ليس معتمد رسميا، وتقول تقارير إن الحكومة طالبت المطاعم بإزالة الإشارات إلى لحوم الكلاب من اللافتات وقوائم الطعام الخاصة بها، إلا أنها لم تحظرها لعدم وجود قانون يمنع ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن القصة تعود إلى أكثر من 600 عام إبان حكم أسرة مينغ عندما حاول قائد عسكري اقتحام مدينة جينخوا تحت جنح الظلام ففضحه نباح الكلاب الكثيرة في المدينة، مما أدى إلى استيقاظ الأهالي وهزيمة المعتدين. فاضطر القائد المهاجم إلى إعادة تنظيم فلول قواته وشن معركة بدأها بمجزرة شملت كلاب المدينة قبل أن يدخلها فاتحاً. فكافأه الإمبراطور بوليمة فيها ما لذ وطاب من لحم الكلاب، ومنذ ذلك الحين بات الأمر تقليداً يحييه أهالي جينخوا كل عام.