سلط موقع “ديلي بيست” الأمريكي الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه طائفة الدروز، وانعكاسها على تضاؤل فرص رئيس النظام السوري بشار الأسد في الاستمرار في خوض الصراع الدائر في البلاد.
واعتبر الموقع أن الورقة الأخيرة التي كان يعتمد عليها الأسد في تحديد المرحلة المقبلة من الصراع وهي طائفة الدروز ، هي ورقة خاسرة.
وذكر الموقع -في سياق تقرير أورده على موقعه الإلكتروني أن تمردا سلميا ضد نظام الأسد قد تشكل على مدى العام الماضي في محافظة السويداء السورية.
ونوه الموقع إلى أن الدروز يشكلون حاليا نحو 3 في المئة من سكان سوريا، البالغ عددهم نحو 22.5 مليون نسمة، ويعيش معظمهم في منطقة جبل الدروز الوعرة، في محافظة السويداء جنوب العاصمة دمشق.
ونوه إلى أن التمرد ضد الأسد من قبل الدروز، وصل ذروته هذا الأسبوع عندما أعلن رجل دين بارز أن الدروز ليس عليهم الانضمام للخدمة في جيش الأسد، وهو ما اعتبره الموقع خطرا كبيرا على نظام بشار الأسد المترنح.
وبحسب التقرير، أفادت وسائل إعلامية مؤخرا بأن السكان الدروز هاجموا دورية للتجنيد وطردوها من إحدى قراهم، وفي ديسمبر الماضي، اختطفوا ضابط استخبارات، في محاولة لتحرير شاب قبض عليه بتهمة التهرب من التجنيد.
وأشار إلى أن ذلك يأتي وسط تخبط الأسد إثر كثرة الإنشقاقات وعمليات الفرار من الجيش النظامي، فضلا عن خسارته لمزيد من المناطق التي نجحت قوات الثوار السورية في بسط سيطرتها عليها .
ولكن الموقع أشار أيضا إلى أنه لا شك في أن نظام الأسد وعلى مدى عقود مارس التمييز السياسي بحق معظم الفئات والشرائح، بحيث اقتصرت النخب السياسية على جماعة النظام وأفرغت القيادات الدينية من تلك التي تخالف التوجه العام، وحال دروز سورية كانت تتأثر بكل هذه الوقائع، لذلك يصعب على كثيرين منهم ملامسة حجم التحولات التي تجري من حولهم، حيث ينجح بشار الأسد في تخويفهم من تلك التحولات، ويساعد على إخافتهم أيضاً ما يحصل من ارتفاع حدة التطرف والبربرية التي تقترب من ديارهم، على حد قول الموقع.