كتب رئيس الموساد الاسرائيلي السابق افرايم هاليفي مقالة تحليلية حول العلاقة الاسرائيلية مع حركة حماس الفلسطينية ورأى هاليفي انه يجب على إسرائيل (التخلي) عن نهج قطع الاتصالات مع (إرهابيين).
وأضاف هاليفي في مقالته التي نشرها موقع يديعوت احرونوت الاسرائيلي.. في الآونة الأخيرة، أصبح يزداد عدد اللاعبين على الساحة الدولية – سواء لاعبين دوليين ام غير دوليين – الذين يحتاجون الى مصطلح يعبر عن الحالة التي يكون فيها اللاعب صديقاً وعدوا في نفس الوقت. وبدأوا يصفون هذا الصنف من اللاعبين بأنهم “الأعداء الأصدقاء”.
“العدو الصديق” تربطه علاقة معقدة مع محيطه – فهو يحارب خصماً واحداً، وبذلك يقدم مساهمة كبيرة لأحد أعدائه الاخرين. حركة حماس على سبيل المثال موجودة في حاليا في حرب مع إسرائيل، في حين ان صراعها مع منظمات أخرى في قطاع غزة التي لا تنصاع لسلطتها، يصب في مصلحة إسرائيل الأمنية.
علاوة على ذلك، فإن حركة حماس تتمتع بحرية تصرف أكثر من الحرية التي سيسمح بها المجتمع الدولي لإسرائيل بأن تتصرف بها. انها أسرع وأكثر نجاعة وليست مقيدة تجاه العدو المشترك.
الوضع أكثر تعقيداً في الشمال. هناك أعدد أكبر من اللاعبين الذين ليسوا دولة – حزب الله، جبهة النصرة، القاعدة، الدولة الإسلامية، الجيش السوري الحر. كل واحد منهم يسقط ضحايا في صفوف أعداء إسرائيل. المعركة الحقيقية بين اللاعبين المختلفين تضعف كل واحد منهم في وجه إسرائيل. من الممكن ان يتطور عدو صديق بين اللاعبين في الشمال أيضاً.
واقع جديد يتطلب استراتيجيات وتكتيكات جديدة:
أولاً، الاعتراف بالفروق بين اللاعبين على اختلافهم الذين ليسوا دولة والتعامل معهم بشكل خاص. التصريح الشامل بأنهم جميعهم جماعات إرهابية متجانسة لم يعد صحيحاً.
ثانيا، ترك التوجه الأساسي الذي يرفض أي اتصال دبلوماسي مع إرهابيين. هذا التوجه يمنع إسرائيل من استخدام أدوات حيوية لدراسة العدو والتأثير على طريقة تفكيره.
ثالثاً، تصنيف اللاعبين حسب اعتبارات تكلفة-فائدة ومكافأة الاي تخدم مصلحتنا الأمنية.
رابعاً، تصميم أسلوب وفحوى خطاب يشبه بمفرداته الخطاب التجاري مع بعض اللاعبين وفق مصالح إسرائيل. على إسرائيل أن تقرر ما يجب ان تطلبه من مجموعة معينة او أخرى وما الذي ستمنحه في المقابل. بدلاً من سياسة التهدئة مقابل التهدئة، عليها ان تطور سياسة ديناميكية أكثر، تسعى لتغير الأوضاع الأساسية لمصلحة طرفي الحوار.
وأخيراً، وبدلاً من الحكم على البيئة التي نعيش فيها، علينا ان نبذل مجهوداً أكبر لإيجاد طرق للعيش معها. على سبيل المثال، مع ارتفاع وتيرة المواد والبضائع التي تدخل قطاع غزة، يتسع التواصل بين إسرائيل والغزيين على المعابر الحدودية وبواسطة وسائل التواصل المعاصرة التي تكسر الحواجز والحدود الجغرافية. علينا ان نستغلهم لأقصى الحدود بدلاً من تقييدهم.
في حال تطور الحوار الأخير بين إسرائيل وحماس الى اتفاق محدد زمنياً، سيكون من الضروري تحويله الى مرحلة جديدة من اتخاذ طريق جديد. على التكتيك ان يتحول الى استراتيجية حوار متواصل. قوة أي اتفاق ستكون معتمدة دائماً على العلاقات بين مواطني إسرائيل الموجودين في هذا الجانب من الحدود وبين العرب الموجودين في الطرف الاخر.
تم اقتباس مسؤول رسمي قال مؤخراً ان الوضع هادئ لدينا دون ان نعطي للفلسطينيين ميناء ومطار. دون معالجة هذين الأمرين، فإن المحادثات الأخيرة ستثبت أن وصفة “الهدوء مقابل الهدوء” أصبحت قديمة. مثل هذا التوجه يضمن جولة أخرى من القتال.
الكلام الرسمي من كلا الجانبين من المتوقع أن يستمر، لكن يجب ألا يمنع ذلك الطرفين من إيجاد الطريق لحديث أقل عدائية. إسرائيل وحماس ستستمران بالإعداد للجولات القتالية القادمة وكأنه ما من بديل، وربما ما من بديل حقاً.
ولكن في حال اندلعت جولة القتال الرابعة في غزة كقضاء وقدر دون فحص إمكانيات أخرى، لن نكون قادرين على ان ندعي بأنه تم إجبارنا على “حرب لا مفر منها” مرة أخرى. لن نكون قادرين على ان نقول ذلك للعالم، والأهم من ذلك، لن نكون قادرين على النظر مباشرة في أعين المواطنين الإسرائيليين وان نقول لهم ذلك.
الكاتب: افرايم هاليفي – المدير السابق للموساد