كشف موقع ” هافينغتون بوست ” الأمريكي، عن اتفاق سري جرى التوصل إليه خلال قمة ” كامب ديفيد ” الأخيرة بين باراك أوباما وكل من قطر والإمارات العربية المتحدة من أجل إنهاء خلافاتهما في ليبيا والتركيز على محاربة تنظيمي القاعدة وداعش.
وقال الموقع أن قطر والإمارات اللتين تخوضان حرباً في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي وافقتا مبدئياً على تسوية خلافاتهما وهو ما يساعد على إنهاء الحرب الأهلية الليبية.
وأضاف ” أن هذا الاتفاق لم ينشر سابقاً وقد تم بين كبار القادة الخليجيين بوساطة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال المحادثات في كامب ديفيد في 14 أيار من العام الجاري والذي يبشر باحتمالية أن تؤتي مفاوضات السلام في برلين بين وكلاء الدولتين ثمارها “.
وأوضح الموقع؛ أن حكومة طرابلس المدعومة من قطر تسيطر على معظم غرب ليبيا بينما حكومة طبرق المرتبطة بدولة الامارات العربية المتحدة و المعترف بها دولياً تسيطر على الشرق، وأن السلام بين الحكومتين وحلفائهما والولايات المتحدة الأمريكية سيسمح بمحاربة ” القاعدة ” و ” داعش ” اللتين سيطرتا على بعض المناطق خلال الحرب الأهلية المستمرة.
وبحسب ما صرح دبلوماسي خليجي للموقع: ” فإن أوباما هو أول من طرح مسألة حرب الوكالة في قمة كامب ديفيد حيث قال: إن الأشخاص على هذه الطاولة يدعمون كل جانب في ليبيا “.
وأكد أوباما بحسب المسؤول الدبلوماسي أنه يود أن يرى حلاً سياسياً شاملاً، مما يعني أنه غير مستعد للسماح لحكومة “طبرق” بالسيطرة على الجهات الفاعلة الأخرى وخصوصا تلك المدعومة من قطر، مما دفع حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لمناشدة دولة الإمارات العربية المتحدة وولي عهدها الأمير محمد بن زايد آل نهيان للمواافقة على حل سياسي.
فيما أكدت عدة مصادر دبلوماسية أخرى أن محمد بن زايد قال: ” إنه سيعمل مع القطريين فيما يخص ليبيا “.
ووصف دبلوماسي خليجي شارك في الاجتماع وعلى علم مسبق بتورط دولتي قطر والامارات في ليبيا هذا الاتفاق بالأول من نوعه خاصة أن الدولتين اتفقتا على عدم انتقاد عملية السلام علناً.
وأشار الموقع إلى أن قمة ” كامب ديفيد ” حققت قسطاً من النجاح أكبر مما كان متوقعاً ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق على الاتفاق إلا أنه أكد أن ليبيا كانت محور الحديث في القمة.
وقرر جميع القادة في كامب ديفيد التحرك لإقناع جميع الأطراف الليبية بالقبول باتفاق لتقاسم السلطة يشمل المقترحات المقدمة من قبل الأمم المتحدة ويركز على مواجهة الارهاب في ليبيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، اليستير باسكي: ” كان هناك اعتراف مشترك أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وأنه لا يمكن حلها إلا من خلال الوسائل السياسية والسلمية “.
وذكر الموقع أن هذا الاتفاق يخفف من حدة مواقف البلدين التي لديها وجهات نظر مختلفة حول الإسلام السياسي حيث أثبتت قطر وحليفتها ” الحكومة الاسلامية ” في تركيا أنهما على استعداد لدعم الجماعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي في أعقاب الربيع العربي فيما قامت دولة الامارات مع حليفتها مصر بمساواة الاسلام السياسي مع التطرف.
وتفاقمت الخلافات عقب قيام ” داعش ” باعدام 21 مواطناً مصرياً من الاقباط ؛والذي أدى إلى بدء مصر بتوجيه طائراتها للغارات الجوية في ليبيا واتهام قطر بدعم الارهاب مما دعى قطر للاحتجاج وسحب سفيرها من القاهرة ووقوف معظم دول الخليج وبالأخص دولة الامارات إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حملته على ليبيا والذي شكل نقطة تحول في التوجهات الاميركية والعمل لتحقيق هذا الاتفاق.